لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد انتحار شاب في "بث مباشر".. أستاذ بالأزهر: يجوز نشر صور وقصص المنتحرين في حالة واحدة

06:04 م الإثنين 22 أغسطس 2022

د. فتحي عثمان الفقي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

بعد ظهور أحد الشباب في بث مباشر مصورًا اللحظات الأخيرة في حياته بعد عزمه على الانتحار بتناول "حبة الغلة" ليلفظ أنفاسه الأخيرة عبر فيديو شاهده الآلاف، وعقب ذلك أنتشر الفيديو الخاص بالشاب على وسائل التواصل الاجتماعي وقصة انتحاره ودوافعه، فما هو حكم الشرع في ذلك؟

توجه مصراوي بالسؤال للدكتور فتحي عثمان الفقي، عضو هيئة كبار العلماء، ليجيب قائلًا إن المنتحر حين يصور نفسه في الفيديو إذا كان الهدف منه إشاعة روح اليأس والإحباط لدى الشباب وهذا هدفه، فهذا أمر خطير بالنسبة له ويدخل تحت قوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، فهو بذلك يشيع روح العدوان والإثم في المجمتع، ويساعد وينشر أن ييأس الناس من الحياة، لكن يقول الفقي أننا لا نحكم على المنتحر بالكفر أو عدمه وكذلك في خلوده في النار، مؤكدًا أنه لا يمكن الحكم على المنتحر بالكفر فلا نعرف هل استحل ما فعله، ورأى أن قتل نفسه وازهاق روحها حلال، فيكون قد استحل ما حرم الله فهذا كأنه يعاكس قوله تعالى: "ولا ترموا بأيديكم إلى التهلكة"، "ولا تقتلوا أنفسكم"، فكأنه يكذب النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغ عن رب العزة تبارك وتعالى فيكون إثمه عظيم، ولكن هذا أمر بينه وبين الله لا يمكننا أن نعرفه، "مادام أننا لا نقف على حقيقة توبته...واجمع الفقهاء أن قاتل نفسه – أي المنتحر- في المشيئة- أي في مشيئة الله تبارك وتعالى ولذا يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدعى له بالمغفرة والرحمة".

حكم نشر فيديوهات وصور الإنتحار شرعًا

أما إعادة نشر الفيديو ونشر صور الإنتحار، فيقول الفقي أنه من منطلق حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" إنما الأعمال بالنيات .... " وهو حديث متفق عليه ، أن علينا أن نتساءل : ما هو الهدف من نشر صورة العاصي أيا كان وقت ارتكاب جريمته ومعصيته ؟، وأشار الفقي أنه قد ورد في القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قصصا لمن عصوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن كان ذلك من منطلق الاعتبار والاتعاظ والترهيب من ارتكاب مثل هذه المعاصي، قال تعالى في شأن ابني آدم عليه السلام : " لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (29)" المائدة , وقد قِيلَ : كَانَ هابيل نَائِمًا , فَجَاءَ قَابِيلُ وَرَضَخَ رَأْسَهُ بِحَجَرٍ ( أي : دقه ) وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنهما : وَجَدَهُ نَائِمًا فَشَدَخَ رَأْسَهُ بِحَجَـــرٍ ( والشدخ : الشج المبالغ فيه ) وَكَانَ ذَلِكَ فِي ثَوْرٍ- جَبَلٌ بِمَكَّةَ - فما الحكمة من ذكر هـــــذه الصورة ؟ يوضح ذلك القرآن الكريم في آخر سورة يوسف : " لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ مَا كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " سورة يوسف (111) أَيْ فِي قِصَّةِ يُوسُفَ وَأَبِيهِ وَإِخْوَتِهِ ، أَوْ فِي قَصَصِ الْأُمَمِ : فِكْرَةٌ وَتَذْكِرَةٌ وَعِظَةٌ لأولي العقول، مِمَّا يَحْتَاجُ الْعِبَادُ إِلَيْهِ مِنَ معرفة الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالشَّرَائِعِ وَالْأَحْكَامِ، ليؤكد الشرقاوي أنه إذا كان النشر من هذا المنطلق وهذه الزاوية، فلا بأس به شرعا للترهيب والتخويف من بشاعة الجريمة، زجرا لمن تسول له نفسه الأمارة بالسوء ذلك الجرم.

أما إن كانت الأخرى، يقول الشرقاوي، فقد يكون الناشر من ذوي القلوب المريضة ؛ حيث قبرت عنده وفيه النفس اللوامة وقصد من النشر والإذاعة إشاعة روح اليأس، وفقدان الأمل في المستقبل، والتركيز على الدوافع الموهومــــــــة المزعومة ( من ضائقة مالية , أو صدمة عاطفية , أو اجتماعية لدى العاصي ) وإلقاء اللوم والمسؤلية على غير العاصي، بالتماس الأعذار له ؛ حتى يهون ويقلل من شأن الجرم الذي ارتكبه المنتحر، وتضخيم جرم غيره من أولي الأمر، فيؤكد الشرقاوي أن هذا غير جائز شرعا، بل قد يصل الى الحرمة قال تعالى : " مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) "، ليؤكد الشرقاوي أن : "الناشر بهذه النية يتسبب في هذه الجريمة الشنعاء , أو الإفساد في الأرض ويبعث الناس على نياتهم يوم القيامة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان