عروس تونسية يتركها عريسها ليلة الزفاف طاعة لأمه.. وعالم بالأزهر يعلق
كتبت – آمال سامي:
أنهت حماة "لمياء اللباوي" حفل زفافها بشكل مأساوي، وذلك حين أجبرت ابنها على ترك عروسه وسط الزفاف وأمرته بأن يغادر معها، إذ لم تكن الحماة قد رأت البنت قبل ذلك إلا في الصور ولم تحضر يوم الخطبة، وكانت حجتها أن العروس لم تعجبها وأنها قبيحة وقصيرة، وبالفعل ترك العريس الفتاة اليتيمة في ليلة زفافها طاعة لأمه، فهل يتفق ما فعله العريس مع موقف الشرع أم يختلف معه؟ وهل تجب طاعة الوالدين في مثل تلك الأحوال أم لا؟
توجه مصراوي بالسؤال للدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، ليعلق على تلك الحادثة قائلًا أن هذا الأمر شغل كثير من الناس على مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم العربي والإسلامي، مشيرًا إلى أن هذه قضية طاعة الأب أو الأم في الطلاق قضية خلافية بين العلماء، ولكن الراجح فيها أن الرجل لا يطيع والده أو والدته في طلاق زوجته إلا إذا كان هذا الأمر مبنيًا على الدين، بمعنى أن سبب طلبهم ذلك اكتشافهم أن الزوجة أخلاقها سيئة أو تفعل الفواحش، ففي هذه الحالة عليه أن يتبعهما ويمتثل لما حدث مع سيدنا عبد الله بن عمر، مع أن زوجته لم تكن تتهم بفاحشة أو غيرها، ولكن حين أمره عمر بن الخطاب بذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: أطع أباك.
وقال مرزوق أن العلماء قد عللوا رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عمر، بأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لن يأمر ابنه بتطليق زوجته إلا إذا رأى منها شيئًا لا يتفق مع أخلاقه أو دينه، ليؤكد مرزوق أنه في حالة كان طلب الأب أو الأم ذلك من ابنهما لسبب يتعلق بالدنيا كأن تكون المرأة قصيرة أو قبيحة ونحوه فعليه ألا يطيع أباه وأمه في هذا الحال.
وأكد مرزوق أنه لا يصح الاستدلال بحادثة عمر بن الخطاب وابنه في هذه الحالة، مستشهدًا بمقال من التراث الفقهي حين سئل أحد العلماء عن طاعة الأب في طلاق الزوجة، فقال للسائل: إن كان ابوك مثل عمر فطلق زوجتك.
"إن قلنا يجب على الإنسان أن يطيع والده في طلاق الزوجة لطلقت كثير من النساء بناء على الهوى الشخصي" يقول مرزوق، مؤكدًا أن الزوجة إن كانت تفعل منكرًا من المنكرات فعلى الزوج أن يطلقها حتى ولو لم يطلب منه أحد ذلك.
أما لو لم يكن قد كتب عليها فالأمر أخف، يقول مرزوق، وهنا يكون قد حدث الافتراق قبل الدخول، لكن يؤكد مرزوق أيضًا أنه لو لم يكن هناك سبب ديني قوي فعليه أن يمضي في زواجه، خاصة إن كانت على خلق ودين فعليه أن يعض عليها بالنواجز ولا يستجيب لمثل هذه الأمور الشخصية من الآباء والأمهات.
"الأب والأم يأثما إن كان الأمر على خلاف دنيوي" يقول مرزوق موضحًا أن مطالبة الابن بطلاق المرأة أو تركها بلا سبب ديني إثم يقعا فيه الآباء، فلا شأن لأحد به لأن الذي يتزوج من رضى بتلك المرأة، ونصح مرزوق المسلمين ألا يتدخلوا بين المرء وزوجه ولا بين الخطيب وخطيبته بالإفساد بينهما، سواء قبل الزواج أو بعده، فمسألة الجمال أو الطول أو القصر ونحوها هو أمر نسبي، وبناء على ذلك يكون المرجع هو الدين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك.
فيديو قد يعجبك: