إعلان

"لم يروا الموت كما نراه نحن".. داعية يوضح سر حب الصحابة للموت وكيف لا يخافه المؤمن

02:18 م الثلاثاء 31 مايو 2022

سر حب الصحابة للموت وكيف لا يخافه المؤمن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

يروي الداعية الإسلامي الشيخ محمد أبو بكر، أحد علماء الأزهر الشريف، أنه تساءل كثيرًا ما الذي يجعل الصحابة يحبون الموت، فحين كان سيدنا بلال رضي الله عنه على فراش الموت وكانت زوجته تبكي قائلة: واحزناه واحزناه، فيقول لها: بل قولي وافرحتاه وافرحتاه، غدا ألقى المحبة محمد وحزبه، وقال أبو بكر أن الصحابة جميعهم بدون فارق بين غني وفقير حين رأوا الموت لم يروه كما نراه نحن، فنفكر في ظلمة القبر ووحشته ووحدته وكيف سنكون فيه وحدنا وحولنا حشرات وتراب وماذا سنفعل في المطر أو في الحر.

يعلل أبو بكر ذلك بأننا نتمسك بالدنيا، بينما كانت الدنيا لا قيمة لها في حياة الصحابة مهما كانت مؤلمة أو مليئة بالرخاء، فكان سيدنا عثمان من أغنياء الصحابة وسيدنا أبو بكر وعمر لكن الدنيا لم تكن تفرق معهم، "كانوا من ساعة ما أسلموا بيتمنوا لقاء الله سبحانه وتعالى، "انت متخيل أن ملك الموت يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم يخيره بين الموت والحياة"، يقول محمد أبو بكر أن الملك قال للنبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى قد اشتاق للقاءه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قد اشتقت للقاء ربي.

وقال أبو بكر أن هذا الأمر لا يشرحه بشكل جيد إلا كتاب "روضة المحبين" لابن القيم رحمه الله، إذ يروي فيه أن أبي سليمان الدارني سئل ما أفضل ما يتقرب به إلى الله عز وجل، فبكى وقال: مثلي يسأل عن هذا؟ وقال: أفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى أن يتطلع على قلبك وأنت لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو، "فهم أحبوا الموت لأن في قلوبهم دنيا وآخرة لا يوجد سوى الله"، وقال أبو بكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرض أن يكون هناك من هو قريب منه لدرجة الخلة حتى مع أبو بكر رضي الله عنه، فلم يرض أن يكون خليلًا إلا لله، قائلًا أن الصحابة كانوا يعرفون أن الموت هو بوابة العبور للقاء الله سبحانه وتعالى، ولذا كانوا لا يخشونه بل يقتحمون الغزوات فرحين كما يفرح أحدنا لو وجد النعيم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان