أزهري يعلق على واقعة "فتاة الشرقية": لا تلوموها وغشاء البكارة ليس دليل العفة
كتبت – آمال سامي:
أثار فيديو احتفال "فتاة الشرقية" بـ عذريتها التي أثبتها تقرير الفحص الطبي بعد أن شكك الزوج في ذلك وطلقها في يوم "الصباحية"، الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بعدما أكد الفحص الطبي عذريتها احتفل بها أهالي القرية أمام مصلحة الطب الشرعي، وعلق الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، الداعية الأزهري والمدرس المساعد بجامعة الأزهر، على أزمة عروس الشرقية بعد قضية الشرف وكشف العذرية وما حدث فيها، قائلًا "لا تلوموا البريئة العفيفة التي تدافع عن شرفها وعفتها فليس بعد الشرف والعفة شيء يستحق الدفاع عنه، ولكن لوموا أشباه الرجال الذين يقذفون زوجاتهم بالباطل والبهتان"، ليؤكد إن القذف من كبائر الذنوب التي حرمها الله ورسوله، ورتب عليها الحد في الدنيا، والعذاب في الآخرة، قال تعالى: "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون"، [النور:4]. وقال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم" [النور:23].
وأوضح أن معنى الآية الكريمة: أن الذين يقذفون بالزنا المحصناتِ الحرائرَ العفيفات العاقلات، ثم لم يأت هؤلاء القذفة بأربعة شهداء على ما رموهن به، فاجلدوهم ثمانين جلدة، ولا فرق بين كون المقذوف ذكرًا، أو أنثى، وإنما خص النساء بالذكر، لخصوص الواقعة ولأن قذف النساء أشنع، وأغلب، وإنما استحق القاذف هذه العقوبة صيانة لأعراض المسلمين عن التدنيس، ولأجل كف الألسن عن هذه الألفاظ القذرة التي تلطخ أعراض الأبرياء، وصيانة للمجتمع الإسلامي من شيوع الفاحشة فيه.
وأكد الشرقاوي أن القذف من السبع الموبقات التي حذر النبي صلى الله عليه وسلم منها. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: "الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَات".
وعبر فيديو نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك، أوضح تحدث الشرقاوي عن حقيقة غشاء البكارة وكشف العذرية وما حوله من جدل، فقال أن غشاء البكارة هو عبارة عن حلقة رقيقة من النسيج تتواجد في مهبل المرأة ويوجد في منتصفها فتحة صغيرة لخروج دم الحيض، وفي الأصل أن المرأة تولد بهذا الغشاء ولا ينفض إلا بالعلاقة الجنسية، سواء كانت شرعية أو غير شرعية، أو بالممارسات الخاطئة التي تحدث للبنات أو الحوادث مثل ركوب الخيل أو ممارسة الرياضة بطريقة خاطئة أو عنيفة، أو ممارسة العادة السرية باستخدام اشياء صلبة.
وأضاف الشرقاوي أن كثيرين يظنون أن غشاء البكارة رمز لعفة المرأة وشرفها، فإن لم يحدث لها إنزال دم بعد ممارسة أول علاقة مع زوجها فهي غير شريفة وغير عفيفة، وهذا خطأ رغم شيوعه بين الناس، إذ ربما تكون المرأة قد فقدت عذريتها أو بكاراتها في حادث من الحوادث أو في ممارسة شيء بطريقة خاطئة ونحو ذلك، أو قد يكون الغشاء من النوع المطاط الذي لا ينفض إلا بالتدخل الجراحي عن طريقة طبيبة مسلمة ثقة، "غشاء البكارة ليس دليلًا على شرف المرأة أو عفتها..فلابد من مراجعة الطبيب المسلم في هذا الأمر".
لكن في نفس الوقت، يؤكد الشرقاوي أنه رغم ذلك لا يصح أن يقول أحد ألا يوجد غشاء بكارة على الإطلاق، وأن الموجود لدى المرأة هو مجرد جلدة بسيطة يجوز إزالتها في أي وقت، ويجوز أن تنتهي منها وتعيش حياتها بشكل طبيعي في أي وقت، ويجوز لها أن تصنع أخرى بديلة لها في أي وقت تريد، ولهؤلاء يقول الشرقاوي: "اتقوا الله"، مستشهدًا بقوله تعالى: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة"، وقال الشرقاوي أنه من الصحيح أن الفتاة قد تخطيء في أي وقت ولكن ليس معنى ذلك أن نفتح باب الخطأ ونبرره.
"تيقن قبل أن تتهم زوجتك" ينصح الشرقاوي الأزواج الجدد بألا يسيروا على نهج زوج فتاة الشرقية، مستشهدًا بحديث: "ادرؤوا الحدود بالشبهات ما استطعتم إن الإمام أن يخطيء في العفو خير من أن يخطيء في العقوبة".
فيديو قد يعجبك: