لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد حديث السيسي عن "حرية الاعتقاد".. كيف رسّخ الإسلام مبدأ عدم الإكراه في الدين؟

04:33 م الأحد 12 سبتمبر 2021

علي جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"لو واحد قال لي أنا ماليش أي دين هو حر" هكذا تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الحلقة النقاشية "حقوق الإنسان: الحاضر والمستقبل" في فعاليات إطلاق الاستراتيجية الوطنية الأولى لحقوق الإنسان، ليؤكد على أهمية تجديد الخطاب الديني وحرية الاعتقاد، قائلًا إنه ليس معنى ذلك أنه ليس غيورًا على دينه، بل لأنه غيور يحترم إرادته لأن الأصل في هذا الأمر هو حرية المعتقد التي كفلها الله لعباده، "ربنا قالك انت حر تؤمن أو لا تؤمن... وده كلام قلناه كتير".

لكن على الرغم من ذلك يزعم البعض أن الإسلام انتشر بإجبار الناس على الدخول فيه أثناء الفتوحات الإسلامية، فهل أقر الإسلام مبدأ الحرية وعدم الإكراه في الدين أم أنه اجبر الناس على الدخول في الإسلام في الفتوحات الإسلامية المختلفة؟.. أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، على هذا الأمر في أحد لقاءاته ببرنامج "والله أعلم" المذاع على قناة سي بي سي الفضائية، ليؤكد على نظرة الاسلام لحرية المعتقد، ويرد على أسطورة انتشار الإسلام بالسيف أو إكراه البعض على اعتناق الدين الإسلامي.

فيقول جمعة إن القرآن يقول أمرين مهمين لحرية الفكر والاعتقاد، أولهما: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، فيوجه أتباعه ألا يكرهوا أحدا على الإسلام، ويؤكد ذلك قوله تعالى: "ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وأيضًا قوله: "وما أرسلناك عليهم حفيظًا"، و"ليست عليهم بمسيطر"، فهكذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى أيضًا: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، الأمر الآخر الذي أشار إليه جمعة أن الإسلام يحكم بالدرك الأسفل من النار على المنافقين، "فكيف ينهي الله سبحانه وتعالى عن النفاق هذا النهي الكبير وننشيء النفاق إنشاءً بالإكراه في الدخول في الدين؟"، ليؤكد جمعة ان هذا الكلام لا أساس له من الصحة في الشريعة، فالله سبحانه وتعالى يمنع هذا التصور شرعًا في الآيات القرآنية السابقة.

أما في الواقع، فيقول جمعة، إن ريتشارد بليوت، وهو أحد المؤلفين في الحضارة الإيرانية، قال في أحد مؤلفاته إنه بعد تتبعه معلومات كثيرة أن أعداد المسلمين في منطقة مصر والشام والعراق وإيران أو الشرق الأوسط لم يتجاوز عددهم سوى الـ5% بعد مائة سنة من دخول المسلمين، "بعد مائة سنة من الفتح.. فين بقى الإكراه؟ وأكرهنا مين؟"، أما سبب انتشار الإسلام بعد 250 سنة أصبح المسلمون 25%، ثم بعد 75 عامًا أصبحت نسبتهم فوق الـ 90%، هو مجموعة من الأحكام الشرعية فيه التي لم تعجب بعض الناس، حسب تعبير جمعة، فمنها أنه أجاز زواج الرجل من غير المسلمة من أهل الكتاب، فلما تزوج المسلمون من أهل الكتاب أنجبوا منهم وعاشت الزوجة مسيحية ولم يكرهها أو يكرهها على الدين، فلما حدث ذلك تزوج الأبناء من بنات خالتهم وخالهم المسيحيين أو أهل الكتاب، "ولذا حتى الآن في الصعيد نقول للمسيحي يا خال".

ولما حدث ذلك أصبح هناك حكم آخر لا يعجب البعض أيضًا، يقول جمعة، وهو أن الأبناء يتبعون الرجل لا المرأة وكذلك يتبعونه في الديانة، فيصبحون مسلمين مثل الأب، فوافق الناس على ذلك، وكان الحكم الثالث كذلك وهو "تناكحوا تناسلوا"، إذ انجب المسلمون كثيرًا في ذلك الوقت، "مشكلتنا دلوقتي زيادة النسل لكن مشكلتنا وقتها كانت قلة النسل"، وأكد جمعة أن لكل عصر مقتضياته.

ومن ضمن تلك الأحكام التي ساهمت في انتشار الإسلام بشكل واسع هو تعدد الزوجات أيضًا، فيقول جمعة إن المسلم تزوج أكثر من واحدة وتكاثروا فكثروا، "محدش دلوقتي بيدعوا لهذا لأن أحنا كتار كفاية"، مؤكدًا أن هذه الأمور هي التي نشرت الدين، "الإسلام انتشر بالعائلة وبمجموعة من الأحكام وليس بالإكراه ولا بالسيف ولا بالكلام الفارغ الذي يردده أعداء الإسلام".اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان