لماذا تبدأ السنة الهجرية في محرم وليس في توقيت دخول النبي المدينة؟.. علي جمعة يوضح

كتبت – آمال سامي:

هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة 27 صفر ودخل المدينة في بداية ربيع الأول، فالمفترض أن نحتفل بالهجرة في بداية ربيع الأول، فلم نحتفل بها في بداية محرم؟ ولم لا تبدأ السنة الهجرية من موعد الهجرة الحقيقي؟ أجاب على هذا السؤال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في أحد لقاءاته ببرنامج "والله أعلم" المذاع على قناة سي بي سي الفضائية، موضحًا سر ذلك.

وقال جمعة إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المدينة في عيد مولده، لأنه ولد في الثامن من ربيع الأول الموافق عشرين إبريل عام 570م، فهو على التقويم القمري قد دخل المدينة وأكمل 54 عامًا، لكن حين اختار عمر بن الخطاب رضي الله عنه بداية العام اختار أن تبدأ في بداية محرم وهي تبدأ بعد نهاية موسم الحج، ويضيف جمعة أن القرارات التي أتخذت عند موسم الحج تنفذ في الشهر التالي، ولذا اختير محرم لبداية السنة الهجرية، وهو أيضًا كان الشهر الأول في الجاهلية وكان بعد موسم الحج، "كان العرب القدماء يحجون في ذي الحجة على دين إبراهيم"، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أضاف لشعائر العرب ما قد نسوه ولا يعلموه عن طريق الوحي، مثل الصفا والمروة وغيرها.

ويشير جمعة إلى أن سر اختيار عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبداية السنة بهذا التوقيت حتى تكون مرتبطة بركن من اركان الإسلام وهو الحج، فيتم تنفيذ القرارات التي تصدر فيه في الشهر الذي يليه، "نحتفل بالسنة الهجرية ونحتفل بعمر أيضًا"، موضحًا أن النبي حين طلب من الأمة ان يعيشوا منهجه وألا يعيشوا زمنه فقال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجز وأياكم ومحدثات الأمور.

ويوضح جمعة أن السنة المتبعة عند المسلمين مكونة من قسمين، أولهما ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره موحى إليه ومعصوم، وسنة أيضًا محفوظة ومعتمدة لهذه التجربة خلال ثلاثين عامًا بعد الرسول صلى الله عليه وسلم متمثلة فيمن اسماهم بالخلفاء الراشدين المهديين، فهم الذين بدأوا هذه السنة الهجرية، ولذا نحتفل بها باعتبارها سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم غير المباشرة.