في ذكرى وفاة معاوية بن يزيد.. قصة أول خليفة يتنازل عن الحكم طواعية
كتبت – آمال سامي:
تولى معاوية بن يزيد الحكم بعد وفاة أبيه يزيد بن معاوية عام 64هـ، وعمره حوالي عشرون عامًا، لكنه لم يستمر في الخلافة سوى ثلاثة أشهر، وقيل أربعين يومًا، ثم تركها ودخل منزله ولم يخرج منه حتى مات في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من جمادى الآخرة عام 64 هـ.
في الفترة التي تولى فيها معاوية بن يزيد الحكم لم يكن يخرج إلى الناس، إذ كان مريضًا، يقول ابن كثير في البداية والنهاية أن الضحاك بن قيس هو الذي كان يصلي بالناس، ويسير الأمور حتى وصل مروان إلى الحكم بعده، فيروي ابن كثير كيف ترك معاوية بن يزيد الحكم في سابقة هي الأولى من نوعها إذ نادى في الناس : الصلاة جامعة، ذات يوم، فاجتمع الناس، فقال لهم فيما قال : "يا أيها الناس ، إني قد وليت أمركم وأنا ضعيف عنه ، فإن أحببتم تركتها لرجل قوي ، كما تركها الصديق لعمر ، وإن شئتم تركتها شورى في ستة منكم كما تركها عمر بن الخطاب وليس فيكم من هو صالح لذلك ، وقد تركت لكم أمركم ، فولوا عليكم من يصلح لكم . ثم نزل ودخل منزله ، فلم يخرج منه حتى مات ، رحمه الله تعالى . ويقال : إنه سقي . ويقال : إنه طعن".
وكانت وفاة معاوية مرحلة فارق، فهو لم يعهد بالخلافة إلى احد، فبعد وفاته تغلب عبد الله بن الزبير على الحجاز، وحكم دمشق وأعمالها مروان بن الحكم، وبايع أهل خراسان سلم بن زياد، لتتحقق نبوءة الشاعر الفرازي الذي قال في معاوية بن يزيد:
إني أرى فتنة تغلي مراجلها..والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا.
فعقب وفاة معاوية بن يزيد، سادت فترة من الفتن والصراعات بين الأمويين وابن الزبير في السيطرة على الحكم، لتنتهي لصالح مروان بن الحكم الذي بويع بالخلافة في مؤتمر الجابية في ذي القعدة عام 64هـ.
فيديو قد يعجبك: