لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

علي جمعة عن الحب: الممنوع والمشروع يتعلق بالأفعال لا بالشعور

01:48 م الأحد 14 فبراير 2021

الدكتور علي جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

الحب الحرام، والحب الحلال، والحب الممنوع والحب المسموح، هكذا تداولت مسميات كثيرة للحب في أحواله المتعددة ليتسائل البعض عن موقف الدين من الحب، ومتى يخرج عن الإطار الشرعي ليصبح حرامًا، وهو ما تحدث عنه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، ليؤكد أن الحب عاطفة قلبية والعمل القلبي ليس فيه حلال أو حرام، فالغيظ مثلا يقول عنه تعالى: "والكاظمين الغيظ"، ولم يقل من لا يشعرون بالغيظ.

ويقول جمعة إن الشرع يتحدث عن السلوك لا عن الإحساس، فإذا كان في قلب مسلم نفرة من أحد أو ميل لأحد فالشرع يتحدث فقط عن سلوكياته تجاهه، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن المتخاصمين: يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما من بدأ بالسلام، "فحول الشرع الأمر لبرنامج عملي يمكن العمل عليه، فيأمره بالتبسم في وجه أخيه ويسلم عليه"، لكن هذا البرنامج العملي سيؤثر في الوقت ذاته بالطبع في القلب، ويقول جمعة أن ما يشعر به القلب يمكن التوقف عنه بالسلوك، فمن أحب عليه ألا يفعل الحرام.

وأضاف جمعة أن كلمات الحب الحرام والحب الحلال مجاز، فهي تأخذ أثر الحب في السلوك، فإذا أثر فيه ايجابًا فهو مشروع، وإذا أثر فيه سلبًا فهو ممنوع، وذلك ليس فقط في العلاقة بين الرجل والمرأة، فيقول جمعة أن حب الأم لأبنها مثلًا هو حب فطري، لكن رغم ذلك من المسائل التي تعرض لها الفقه المرأة التي قتلت ابنها حبًا، من فرط خوفها عليه نامت عليه فمات، فهل عليها دية أو لا؟، "فعلى الرغم من أنه حب فطري، إلا أن من الحب ما قتل".

"الممنوع والمشروع يتعلق بالأفعال لا بالشعورات" يؤكد جمعة ضاربًا المثل بقصة مغيث وبريرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان مغيث متزوجًا ببريرة، وهي عبدة، وكانت تعمل خادمة مخلصة في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة وكانت تعاملها مثل ابنتها، ولما رأت عائشة اخلاص بريرة كلمت أهلها حتى تشتريها، وفي نيتها أنها تريد أن تعتقها كي تصبح حرة، وكان مغيث يحب بريرة حب لا مثيل له، وكان لها منه سبعة أبناء لكنها لم تكن تبادله الحب، لكن المفاجأة أن بريرة بمجرد أن حصلت على حريتها قررت فسخ عقد زواجها بمغيث، وظل يتجول في المدينة باكيًا، حتى رق له قلب عمر بن الخطاب وطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتشفع له عند بريرة، وبالفعل ذكرها النبي بالعشرة الطيبة بينهما، وقالت له: أتأمرني يا رسول الله؟، فقال: لا، فرفضت بريرة العودة إلى مغيث، يعلق جمعة قائلًا "فانظر إلى مغيث ومدى حبه لها ورفضها لحبه وكذلك ترك الرسول للجميع الحرية في اختيار احوالهم الشخصية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان