لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى وفاة "أبي يوسف".. تلميذ "أبي حنيفة" النجيب الذي خاف عليه من الغرور

07:35 م الإثنين 11 أكتوبر 2021

ابو يوسف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

تحل في مثل هذا اليوم الخامس من شهر ربيع الأول ذكرى وفاة أبو يوسف، تلميذ الإمام أبو حنيفة النجيب، الذي تبناه معنويًا وماديًا حتى أصبح فيما بعد "قاضي القضاة" في عهد الخليفة هارون الرشيد، وهو الإمام المجتهد العلامة المحدث قاضي القضاة أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حبيش بن سعد بن بجير بن معاوية الأنصاري الكوفي.

ولد أبو يوسف في عام 113هـ، وقد تتلمذ أيضًا على يد عطاء بن السائب وحجاج بن أرطاة والأعمش، وهو شيخ يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وأسد بن الفرات وأحمد بن منيع وغيرهم، وعلى الرغم من أن أبيه كان له محل صغير إلا أنه كان فقيرًا، فكان أبو حنيفة ينفق عليه الدراهم خشية أن يترك مجلسه بسبب فقره كما يروي الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء، فيروي أبو يوسف فضل أبو حنيفة عليه قائلًا: كنت أطلب العلم وأنا مقل ، فجاء أبي فقال : يا بني لا تمدن رجلك مع أبي حنيفة ، فأنت محتاج ، فآثرت طاعة أبي ، فأعطاني أبو حنيفة مائة درهم، وقال : الزم الحلقة ، فإذا نفذت هذه ، فأعلمني، ثم بعد أيام أعطاني مائة.

"من ظن أنه يستغني عن التعلم فليبك على نفسه".

ويروي ابن خلكان في وفيات الأعيان موقفًا لأبي حنيفة مع تلميذه أبو يوسف، أراد فيه أن يعلمه التواضع أو على وجه أدق خشى عليه من الاستعلاء، إذ مرض يومًا أبو يوسف مرض شديد، فعاده أبو حنيفة مرارًا، فكانت آخر مرة يبدو المرض شديدًا على أبو يوسف، فخشى عليه أبو حنيفة واسترجع وقال: لقد كنت أؤملك بعدي للمسلمين، ولئن أصيب الناس به ليموتن معك علم كثير.

وقضى الله سبحانه وتعالى لأبي يوسف بالعافية، فأخبروه بما قاله عنه أبو حنيفة، يقول ابن خلكان: "فارتفعت نفسه وأنصرفت وجوه الناس إليه، فعقد مجلسًا في الفقه، وقصر عن لزوم مجلس أبي حنيفة"، فلاحظ أبو حنيفة غيابه وسأل عنه أصحابه فعلم أنه قد عقد لنفسه مجلسًا وينقل فيه ما يقول ابو حنيفة، فدعا أبو حنيفة رجلًا وقال له: صر إلى مجلس أبي يوسف فقل له: ما تقول في رجل دفع إلى قصار - رجل يصبغ الملابس - ثوبًا ليصبغه بدرهم، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب فقال له القصار: مالك عندي شيء وأنكره، ثم عاد صاحب الثوب إليه ودفع إليه الثوب مصبوغًا أله أجره؟ فإن قال أبو يوسف: له أجره، فقال له: أخطأت، وإن قال: لا أجر له فقل له: أخطأت!

فجاء أبو يوسف فورا إلى أبي حنيفة ليسأله، فقال له بمجرد أن رأه: ما جاء بك إلا مسألة القصار، فقال: سبحان الله من قعد يفتي الناس وعقد مجلسا يتكلم في دين الله وهذا قدره لا يحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات فقال يا أبا حنيفة علمني، فقال أبو حنيفة: إن كان قصره بعد ما غصبه فلا أجرة، لأنه قصر لصاحبه، ثم قال أبو حنيفة: "من ظن أنه يستغني عن التعلم فليبك على نفسه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان