مبروك عطية: الخدمة في الجيش جهاد في سبيل الله والمقابل المادي حدث في عهد الرسول
كتبت – آمال سامي:
هل العمل في القوات المسلحة هو عمل في سبيل الله أم عمل في سبيل المال؟ وهل يتعارض أخذ المال مقابل العمل على الثواب الذي وعد الله به من يجاهد في سبيله؟ هذه الأسئلة جميعها أجاب عليها الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، عبر فيديو على قناته الرسمية على يوتيوب، إذ جاءه سؤال يقول فيه صاحبه:"هل الخدمة في الجيش في سبيل الله أم في سبيل المال؟"
"الخدمة في الجيش جهاد في سبيل الله" أكد عطية مستنكرًا من يلوم على من يخدم في الجيش تلقيه أجرًا ومميزات في سبيل ذلك، قائلًا أن هذا كان يحدث في عهد الرسول فمن كان يجاهد في سبيل الله كان يحصل على نصيب من الغنائم، فالرسول لم يقل لهم ليس لكم شيء من الغنائم ويكفي أجرهم من الله، وأضاف عطية أن الجنود في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده، ومن بعدهم، كان لهم رواتب ولهم نصيب في الغنائم وفي بيت المال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله يعطيهم من الغنائم، "فمن قال ان الحصول على المال يتعارض مع الجهاد في سبيل الله؟ اتقوا الله وافهموا دينكم".
وقال عطية أنه مهما أخذ المجاهد في سبيل الله جنديًا أو شويشا أو عرفيًا فمهما أخذ لن تكافئه لأنه لم يذهب إلى القوات المسلحة ويقينه أن يعيش، وإنما يضحي بحياته وهي رأس ماله الذي اشتراه الله منه، ودعا عطية متابعيه أن يتأملوا في قوله تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ....." فالله لم يقل أنه اشترى انفسهم لأنه هو الذي خلقها، فيأخذها بلا مقابل بل بالجنة، وليس ذلك لأن الله يبيع ويشتري ويتاجر معه، لكن ليجذب النفوس ويغري من يجاهد، "لكن ليس معنى أن من يجاهد في سبيل الله ألا يأخذ أجرًا فمن أين يأكل؟!".
وضرب عطية مثالًا آخر على ذلك وهو الأجر الذي يتحصل عليه المؤذن نظير عمله، فيروي عن ابن قدامة فتواه أنه لو كان هناك مؤذنان يريدان أن يؤذنا أحدهما جميل الصوت ويطلب أجرًا، والآخر ليس بجميل الصوت ويريد أن يؤذن مجانًا، فالاختيار يكون لجميل الصوت ويدفع له أجره، وأشار عطية أن الأمر ليس أنه يأخذ اجرًا مقابل الأذان، وإنما مقابل العمل الذي يقوم به كل عامل ليأكل ويطعم من وراءه، "انتبهوا إلى حقيقة أن الإخلاص في العمل في الشرطة أو القوات المسلحة أو التربية والتعليم أو جمع القمامة في الشوارع لا أجر له أبدًا واجره عند الله عظيم"، واشار عطية أن العامل فيها يأخذ أجر ما يأخذه أندادًا.
وأكد عطية أن كلمة "لله" لا تعني المجانية، ويستطيع كل عامل يأخذ راتبه على عمله أن يقول أنا قدمت عملي لله ولا يأتي جاهل يقول له "أنت قابض أد كدا"، فالأجر الذي يأخذه العامل يحصل عليه نظير وقت قضاه ووراءه رسالة ووأولاد وفقراء ومساكين فيعمل ليكون من أهل الزكاة ويخرج زكاته، "انتبهوا ولا تضيعوا معاني الدين بشعارات لا أساس لها من الصحة".
فيديو قد يعجبك: