هل يجوز للأب كتابة كل ما يملك لأولاده حتى لا يرث معهم أحد؟.. عمرو الورداني يجيب
كتبت – آمال سامي:
"هل يجوز لأب أن يكتب ما يملكه لأولاده حتى لا يرث معهم أحد ويجعل زوجته وصية عليهم؟" هكذا ورد السؤال السابق إلى دار الإفتاء المصرية في إحدى حلقات بثها المباشر عبر الفيسبوك، ليجيب عنه الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلًا إنه: "يجوز للشخص أن يكتب ما له لأولاده قبل وفاته حتى لو كان أولاده صغارًا لأنه ماله هو وحر التصرف وكامل الأهلية".
وأوضح الورداني في بداية فتواه أن هناك مصطلحا يجب أن يفهمه الناس بشكل واضح وهو التصرف في حال الحياة، فالإنسان في حال حياته له ان يتصرف في ماله كما يشاء، لكن، في نفس الوقت، يقول الورداني، هناك نوايا خبيثة ونوايا محرمة، فمن يضيق على خلق الله ينوي نية محرمة، لكن إذا تصرف الإنسان في ماله حال حياته وهو كامل الأهلية فله أن يفعل ما يشاء، ويشير الورداني أن هذا التصرف قد يكون صالحًا، فربما لو كتب لأبناءه في حياته قد يدخله هذا في قوله صلى الله عليه وسلم: أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس.
"ليس هناك حق لأحد في مال أحد بعد وفاته" يؤكد الورداني قائلًا إن مسألة الإرث لا تكون إلا الوفاة، فمن شروط الإرث موت المورث وحياة الوارث وتركة يخلفه فيها هذا الوارث، فإذا لم تكن هناك تركة فليس هناك ميراث، "لذا لا علاقة لتصرفه في ماله بحياته بالتركة والميراث، فهو قد أراد أن يكتب لأبناءه حتى يجعلهم في أمان فهذا شرعًا جائز وليس لأحد أن يمنعه منه، لكن إذا كان يفعل ذلك لمنع الآخرين من الميراث فهي نية سيئة عليه أن يتركها ويغيرها" وأوضح الورداني أنه إذا كان الأب كتب كل ما يملك لأولاده فهذا جائز شرعًا حتى لو كانوا صغار وجعل أمهم وصية عليهم، فهذا نوع من أنواع الإحسان للأبناء، فيكون من قبيل الطاعات لا المعاصي، "لكن أن يغضب الأخ مثلًا من ذلك باعتبار أنه ماله فهذه طريقة غير صحيحة وتجعل الناس يتسارعوا على أموال ليست ملكًا لهم ويسيئون التصرف وهذا لا يجوز شرعًا".
فيديو قد يعجبك: