لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى ميلاد ابن عربي.. هل هو "شيخ الكفر" أم سلطان العارفين وخاتم الأولياء؟

07:57 م الثلاثاء 28 يوليو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

سلطان العارفين وخاتم الأولياء.. هكذا يلقبه الصوفية، هو الإمام محيي الدين بن عربي، ولد في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من يوليو عام 1165م الموافق السابع عشر من رمضان عام 560 هـ، بمرسية بالأندلس، وتوفي بدمشق عام 638 هـ..كان ابن عربي مثيرًا للجدل في عصره وما بعده وإلى يومنا هذا، فصادف من كفره صراحة، ومن قال أن بعض ما قاله ابن عربي كفر، ومن رآه "سلطان العارفين وخاتم الأولياء"..في التقرير التالي نعرض بعض من آراء العلماء حول ابن عربي ورأي دار الإفتاء فيه وهل هو حقًا "كافر" بإجماع أهل السنة كما يدعي البعض؟

ابن كثير

يقول عنه ابن كثير في البداية والنهاية إنه طاف بلادا كثيرة وأقام بمكة فترة كتب فيها كتابه المسمى بالفتوحات المكية في عشرين مجلد، وصفها ابن كثير قائلًا: "فيها ما يعقل وما لا يعقل، وما ينكر وما لا ينكر، وما يعرف وما لا يعرف، وله كتابه المسمى بفصوص الحكم، فيه أشياء كثيرة ظاهرها كفر صريح، وله كتاب "العبادلة" وديوان شعر رائق، وله مصنفات أخرى كثيرة جدًا".

الذهبي

يذكر الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء، أن ابن عربي تلقى العلم من ابن بشكوال وابن صاف، وسمع في مكة من زاهر بن رستم وكان كثير العلم، يقول عنه الذهبي: "ثم تزهد وتفرد وتعبد وتوحد، وسافر وتجرد، وأتهم وأنجد، وعمل الخلوات وعلق شيئًا كثيرًا في تصوف أهل الوحدة"، وعن كتابه الفصوص يقول الذهبي: "فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر، نسأل الله العفو والنجاة"، ينقل الذهبي رأي عز الدين بن عبد السلام في ابن عربي أنه "شيخ سوء كذاب يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجًا"، ثم يعلق قائلًا: إن كان محيي الدين رجع عن مقالاته تلك قبل الموت فقد فاز وما ذلك على الله بعزيز.

السيوطي

أما جلال الدين السيوطي، فقد دافع عن ابن عربي دفاعًا عظيمًا في كتاب مخصوص اسماه "تنبيه الغبي بتنزيه ابن عربي" ونقل بهاء الدين محمد بن عبد الغني القول الفصل للسيوطي عن ابن عربي: "القول الفصل عندي في ابن عربي طريقة لا يرضاها فرقة أهل العصر ممن يعتقده ولا ممن ينكر عليه، وهي اعتقاد ولايته، ويحرم النظر في كتبه، فقد نقل عنه أنه قال: نحن قوم يحرم النظر في كتبنا، وذلك أن الصوفية تواطؤوا على ألفاظ اصطلحوا عليها وأرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة منها بين الفقهاء".

ابن تيمية

لشيخ الإسلام ابن تيمية رأي محايد في ابن عربي وفلسفته، فهو يرى ابن عربي أقرب من في مذهبه إلى الإسلام "لما يوجد في كلامه من الكلام الجيد كثيرًا، ولأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره، بل هو كثير الإضطراب فيه، وإنما هو قائم مع خياله الواسع الذي يتخيل فيه الحق تارة والباطل أخرى والله أعلم بما مات عليه".

لكن هل يكفر أهل السنة بإجماع ابن عربي كما يقول البعض؟

نفت دار الإفتاء المصرية ذلك في فتوى سابقة لها مؤكدة أنه على المسلم أن يلتزم بحسن الأدب "مع الأكابر من علماء الأمة وصالحيها فإن لحوم العلماء مسمومة"، وذكرت أمانة الفتوى أن الإمام محيي الدين بن عربي هو أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سمو شرف العلم وعلو درجة الولاية، وهو من كبار أهل الله تعالى، وكان فقيهًا على مذهب الإمام داود الظاهري، وعقيدته هي عقيدة الأشاعرة أهل السنة والجماعة، وقد ذكرها في أول الفتوحات المكية وكتب عليها:

ليس في هذه العقيدة شيء *** يقتضيه التكذيب والبهتان

لا ولا الذي خالف العقل *** والنقل الذي قد أتى به القرآن

وعليها للأشعري مدار *** ولها في مقاله إمكان

وذكرت أمانة الفتوى أن ما لاقاه ابن عربي من هجوم بعد وفاته وحتى الآن كان يحدث في حياته أيضًا، فكان يخاطب من يهاجمه ويدعي كفره قائلًا: "والله الموعد"، وأضافت أن الله تعالى قيد له بعد وفاته في كل عصر من أهل العلم من يدافع عنه ضد من يقع فيه، وذكرت أن من هؤلاء العلامة مجد الدين الفيروزآبادي صاحب القاموس المحيط يرد فيه على هجوم ابن الخياط واتهامه ابن العربي في عقيدته في كتاب اسماه "الاغتباط بمعالجة ابن الخياط" ، وكذلك الحافظ السيوطي في الكتاب السابق ذكره، وذكرت أمانة الفتوى أن شيخ الإسلام العز بن عبد السلام قد تراجع عن إنكاره على الشيخ ابن عربي في أول أمره فلما عرف مقامه شهد له وتراجع عن موقفه منه ووصفه بأنه "قطب زمانه"، واضافت أنه قد أثنى على الشيخ الأكبر جماعة من أعيان العلماء وكبار المجتهدين ونعتوه بغزارة العلم وعلو درجة الولاية؛ منهم: الإمام مجد الدين الفيروزآبادي صاحب "القاموس المحيط"، والأئمة سراج الدين المخزومي، وكمال الدين ابن الزملكاني، وقطب الدين الحموي، وصلاح الدين الصفدي، وشهاب الدين عمر السهروردي، وقطب الدين الشيرازي، ومؤيد الدين الخجندي، والإمام النووي، والإمام فخر الدين الرازي، واليافعي، وبدر الدين بن جماعة، وسراج الدين البلقيني، وتقي الدين السبكي، والحافظ السيوطي، وابن كمال باشا، وغيرهم كثير.

ووصفت دار الإفتاء ابن عربي باعتباره من أولياء الله الصالحين في ختام فتواها مؤكدة أن على المسلم الحذر من التكفير لاسيما تكفير العلماء الصالحين في ختام فتواها قائلة: " فعلى المسلم أن لا يعرض نفسه لغضب الله تعالى بالوقيعة في أوليائه الصالحين؛ وليحذر امرؤ لنفسه، وكل امرئ حسيب نفسه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان