5 نفحات ربانية في العشر الأوائل من ذي الحجة.. تعرف عليها من المفتي السابق
كـتب- عـلي شـبل:
بعد إعلان دار الإفتاء المصرية أن غدا الأربعاء غرة شهر ذي الحجة، ونحن على أعتاب الأيام العشر من هذا الشهر الفضيل التي نعيش فيها من نفحات ربنا سبحانه وتعالى، فهي أيام عبادة، وأيام ذكر، وفرحة، وهي أيام يعتز بها المسلم لأنها من أيام الله، وبها نفحات ربانية عظيمة.
وبهذه المناسبة، كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن 5 نفحات ربانية في هذه الأيام المباركة، مستشهدا بما ورد أن سيدنا النبي ﷺ بيّن لنا ذلك فقال: «إن في أيام ربكم نفحات فتعرضوا لنفحات الله»، قائلًا إن هذه الايام يعتز بها المسلم فهي من أيام الله، نفحات جعل فيها رسول الله ﷺ صيام يومٍ من أيام التسع الأوائل من ذي الحجة كصيام سنة، وجعل فيها قيام ليله كقيام ليلة القدر حثًّا للأمة، ليلة القدر ليس هناك أفضل منها، لكنه يريد أن يُحثك على قيام تلك الليالي العشر حتى ليلة العيد.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، يقول: إن سيدنا رسول الله ﷺ أوصانا بوظائف عدة في تلك الأيام نتعرض لها، حتى نتعرض لنفحات الله سبحانه وتعالى منها، هذه النفحات الخمسة وهي:
1- صيام التسع منها.
2- كثرة الذكرّ
3- تلاوة القرآنّ
4- التهليل والتكبير والتحميد.
5- الصدقة.
وأكد فضيلة المفتي السابق أن العمل فيها أعظم من الجهاد في سبيل الله، مستشهدا بقول رَسُول اللَّهِ ﷺ : « مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ ». -يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ- قَالَ : قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : « وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ رَجُلاً خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَىْءٍ ». [مسند أحمد]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ قَالَ : « مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ ». [مسند أحمد]
وأشار جمعة إلى أن من العبادات التي يتقرب بها المسلم في تلك الأيام المباركة عبادة الأضحية، فقبل ذبح الأضحية يقدم التوجه لله وحده والتوحيد له والإقرار بملة إبراهيم عليه السلام، ويؤكد أن الأعمال كلها لا تنصرف إلا لله، فيذبح الأضحية تقربا إلى الله سبحانه وتعالى، بكلام يوضح إذن الله لنا في ذبح هذا الحيوان للانتفاع به بالأكل والإطعام والإهداء.
هذا فيما يخص الجواب عن شبه اتهام الإسلام بالعنف والقسوة على الحيوان في شأن الأضحية، وفي الحديث عن الأضحية وفقهها، فعلينا أن نعلم أن هناك آدابا يتحلى به من أراد ذبح الأضحية، منها: أنه إذا بدأ ذو الحجة لا يقلم أظفاره ولا يحلق رأسه تشبه بالحجيج، قال النبي ﷺ: «من أراد أن يضحى فلا يقلم أظفاره ولا يحلق شيئا من شعره في العشر من ذي الحجة» [رواه ابن حبان في صحيحه].
ولفت جمعة إلى أن التشبه بالحجاج والمحرمين يشبع شيئا من أشواق المشتاقين إلى زيارة البيت الحرام، ومن شعر بالشوق يدرك ذلك الكلام، فمن زار تلك البقاع المقدسة يشعر بالشوق إليها ويحن للطواف بالبيت العتيق وزيارة روضة الحبيب ﷺ ، وأن يأنس بالوقوف في تأدب وسلام ومحبة للحبيب ﷺ ويتمثل قول القائل:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ** فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ** فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ودعا جمعة ربنا سبحانه وتعالى، قائلًا: رزقنا الله الحج، والتشبه بهم إن لم نكون من الحجيج هذا العام، ورزقنا الله حب رسوله الكريم والشوق إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فيديو قد يعجبك: