أسامة الحديدي لمصراوي: فتاوى فيروس كورونا التي تصل لمركز الأزهر تخطت 25 ألفًا (حوار)
حوار- محمد قادوس
في ظل الظروف التي تعيشها البلاد من حظر التجوال، فكل مؤسسة لها ظروف خاصة، ويوجد بعض المؤسسات اضطرت للإغلاق الكلي، وبعض المؤسسات تعمل بنصف طاقتها، ومنها: "مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الإلكتروني".
وفي ظل سيل الأسئلة المطروحة على المركز، حاور "مصراوي" الدكتور أسامة الحديدي مدير "مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الإلكتروني"، من خلال بعض الأسئلة حول دور المركز في هذه الفترة، وما يقوم به من: "نشر الوعي والتثقيف العام، وكذلك بيان الأحكام الشرعية، خاصة خلال فترة انتشار وباء كورونا" وإلى نص الحوار:
ـ بداية، نود معرفة حجم الفتاوى المتعلقة بفيروس كورونا التي وصلت المركز؟
وصل إلى الآن ما يقرب من 100 فتوى متنوعة، سواء طريقة التعامل مع الفيروس من التزام المنازل، وسواء صلاة الجمعة وغيرها، ولكن عدد الفتاوى التي خرجت من المركز منذ الجائحة حتى هذه اللحظة قد يزيد على 30:25 ألف فتوى تقريبًا، وهذا بالنسبة للفتاوى المكتوبة، وأما بالنسبة للفتاوى الهاتفية فتصل 700 اتصال يومي تقريبًا في أمور متنوعة.
ـ هل لاحظتم ارتفاعًا في طلب الفتاوى أو تغييرًا في نوعيتها في ظل الأوضاع الحالية؟
طبعًا لاحظنا ارتفاعًا في طلب الفتاوى في هذه الفترة، وكذلك يوجد تغيير نوعي عند المهتمين بهذا الأمر في هذه الفترة، والاهتمام كله منصب على هذا الأمر، فالحال تفرض نفسها على طبيعة السؤال.
ـ هل تم تكثيف الأنشطة الإلكترونية؛ لتوعية الناس نظرًا لانعدام العمل الميداني، وما أبرز تلك الأنشطة؟
نعم تم تكثيف الأنشطة الإلكترونية؛ لتوعية الناس بهذا الأمر في هذه الفترة في جانبين:
الجانب الأول: التوصيات، والجانب الثاني إصدار الفتاوى والأحكام المتعلقة بهذه الجائحة، والأسبوع الحالي زادت نسبة المتابعة إلى 30 ألف متابع في هذا الأسبوع فقط.
ـ ما الأطر العامة للمركز؟
للمركز إطاران رئيسيان هما:
الإطار الأول:
الخطة العملية التي قدمها المركز لوزارة الصحة المصرية، والتي تعتبر بمثابة تعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الصحة؛ وارتكزت المركز في التوعية على أمرين وهما:
الأمر الأول: الموضوعات الأكاديمية، التي تخص هذا الأمر، مثل أصل الحجر في الشرع الشريف، وكذلك حكم تقييد ولي الأمر للشعائر الإسلامية والدينية حتى لا تنتشر العدوى، وعدد من الأحكام المتعلقة بهذا الشأن، ومنها كذلك منهج الإسلام في التعامل مع الأمراض والأوبئة، وعدد كبير جدًا من الموضوعات المتعلقة بالأمر.
الأمر الثاني: إعداد خطة تعتمد على عدد من المحاور، التي منها: "إعداد فيديوهات عادية، وفيديو موشن جرافيك، وعدد من البوستات التي تنشر على صفحات المركز بصفة مستمرة على مدار الساعة، وكذلك في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام بشكل مكثف، من جهة أخرى تواجد مشايخنا قبل الحظر بالجامعات لنشر التوعية بهذا الجانب، وكنا مستمرين لولا أن الحظر فرض في هذه الفترة حتى يتفادى الناس شر هذه الأمراض وشر هذه العدوى".
والإطار الثاني:
هو خطة عمل عامة داخل المركز، تدور بين أمرين، منها: "إصدار عدد من التوصيات، والأحكام، وبعض الإرشادات التي تتضمنها التوصيات والأحكام التي ليس بها مجال للاختيارات الشخصية، في هذه المرحلة، وإن كان للشخص حرية اختيار مذهب، ففي هذه الفترة ليس هناك اختيار أو مطلق الحرية؛ لأن هناك أمورًا لا تترك فيها الأحكام الفقهية للاختيار بين المذاهب، بل المركز يختار الرأي الفقهي المناسب للمرحلة الزمنية الموجودة والتي تمر بها البلاد، والتي تناسب ظروف البلاد ويقول بها المركز؛ منعًا لانتشار العدوى، وحرصًا على الأنفس وعلى المجتمع بشكل عام؛ لأن القاعدة تقول المحافظة على الأبدان مقدمة على المحافظة على العبادات.
وانطلاقًا من هذه القاعدة يختار المركز من المذاهب ما يحفظ للناس حياتهم وأرواحهم، والشريعة الإسلامية جاءت لحفظ النفس؛ لأنها من أعلى المقاصد في الشريعة الإسلامية.
ـ ما طبيعة العمل في المركز في مثل هذه الأيام؟
قسمت بصفتي مدير المركز، العمل بين الزملاء، بحيث يكون ربع القوة موجودة داخل المركز حتى نستطيع الوفاء بالرد على الأسئلة التي تأتي من المستفتين؛ لأن من أهم الأهداف التي أنشئ من أجلها المركز: "مواجهة فوضى الفتاوى والأفكار المنحرفة"، وسد المركز هذه الثغرة، وانتشر انتشارًا كبيرًا جدًا، وما ترك مجالاً أو قولاً لقائلٍ في هذه الأزمة أو في هذه الأحداث إلا وتصدى له.
ـ ما نسبة المشايخ الموجودين داخل المركز، وما خطة عملهم؟
العاملون من داخل المركز وجودهم مهم جدًا للرد على الفتاوى الواردة من المستفتين، رغم قلة عددهم، أما باقي الزملاء فيعملون من منازلهم؛ لأن المركز إلكتروني، والرد يكون عبر الأبليكشن الموجود داخل المركز من خلال الإنترنت.
ـ هل يوجد ساعات محددة للعمل داخل المركز؟
المركز يعمل ليلاً ونهارًا، ولا يوجد مبالغة في ذلك؛ لأننا في هذه الأيام في أزمة، فنعمل على مدار الساعة.
ـ ما خطة المركز في العمل؟
يعمل المركز على: "افتراض أسئلة ووضع حلول لها، ووضع ردود لها، والأسئلة خاصة بأزمة فيروس كورونا وهي أسئلة مستحدثة تحتاج إلى فتاوى وآراء جديدة، تستدعى التجديد، لهذا انطلق المركز من منطلق شرعي ومنطلق ديني ووعينا بالأمور التي تمر بها البلاد ووعينا بمقاصد الشريعة الإسلامية ومن ثم أصدر الأحكام التي تناسب هذه المرحلة وتناسب معطيات عصرنا وتناسب هذه الأزمة ولا تتعارض معها.
ـ هل يوجد أقسام محددة داخل المركز للعمل؟
كل الأقسام الموجودة داخل المركز تعمل على قدم وساق، سواء: "قسم التواصل الاجتماعي، أو قسم العلاقات العامة والإعلام، أو قسم الفتاوى الهاتفية أو باقي الأقسام"، وقد أعددنا دليلاً شرعيًا للتعامل مع الأمراض والأوبئة.
ومنذ بداية الأزمة إلى يومنا هذا أصدرنا ما يقرب من 100 فتوى، وهي كلها في موضوعات جديدة.
كما أصدر المركز عددًا من التوصيات قبل صلاة الجمعة، لما كانت هناك صلاة الجمعة، وبعد أن أغلقت المساجد أصدرنا بعضًا من التوصيات تخص هذا الأمر.
وكذلك أصدرنا عددًا من الأبحاث، وعددًا من التوصيات، وعددًا من الفتاوى، وعددًا من الحلقات الإعلامية والإذاعية التي تم نشرها عبر صفحة: "مركز الأزهر العالمي"، في مصر وفى العالم العربي وفي العالم كله، حتى أن كثيرًا من الصحف العالمية نقلت عن "مركز الأزهر"، وأخذت كثير من الدول عن "مركز الأزهر" فتواه في هذا الجانب، ونصح الناس في بلادهم بأخذ فتاوى المركز.
فيديو قد يعجبك: