أحد أسباب دخول الجنة.. خطيب المسجد الحرام: إدخال السرور على الناس من أحب الأعمال إلى الله
كـتب- عـلي شـبل:
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، في خطبة الجمعة، التي ألقاها اليوم أن الفرح والسرور، من نعيم القلب ولذته وبهجته، كما أن الهم والحزن، من أسباب نكده وبؤسه.
وقال المعيقلي- نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس- إن شريعة الرحمن جاءت بما يراعي حاجات الفطرة البشرية، وبما يهذب سلوكها وانفعالاتها، فالله جل جلاله، خالق الخلق، وهو أعلم بحالهم، وبما يصلح لهم، وقد جعل سبحانه الفرح والسرور، ثمرة للرضى واليقين، وإن من أجل مراتب الفرح وأسماها وأعلاها، الفرح بالإسلام والإيمان، وبهداية السنة والقرآن، مما يوجب انبساط النفس وانشراحها، وسرورها ونشاطها، ورغبتها في العلم والإيمان، وشكر المنعم المنان، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).
وأضاف المعيقلي أن من أسباب بهجة القلب وسروره، في الدنيا والآخرة، إدخال الفرح والسرور على قلوب الناس، وكلما زاد عطاء الإنسان، زادت سعادته وسروره، فالجزاء من جنس العمل، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وفي معجم الطبراني بإسناد حسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لقي أخاه المسلم بما يحب، ليسره بذلك، سره الله يوم القيامة)، فإدخال السرور على الآخرين، من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله، ومن أسباب نيل رحمته ومغفرته، ودخول جنته، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله تعالى، أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي في حاجة، أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا)، يعني مسجده صلى الله عليه وسلم بالمدينة، رواه الطبراني بإسناد حسن.
وأوضح الدكتور المعيقلي أن من طرق إدخال السرور على الناس، والاهتمام بشؤونهم، وتفريج كرباتهم، والسعي في قضاء حوائجهم، وهذا باب عظيم، من أبواب الخير والأجر، وسمة من سمات المؤمنين الصادقين.
وبين انه في شعب الإيمان للبيهقي: أن ابن عباس رضي الله عنهما، كان معتكفا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه رجل فسلم عليه ثم جلس، فقال له ابن عباس: يا فلان أراك كئيبا حزينا، قال: نعم يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لفلان علي حق، وما أقدر عليه، قال ابن عباس: أفلا أكلمه فيك، قال: إن أحببت، قال: فانتقل ابن عباس ثم خرج من المسجد، فقال له الرجل: أنسيت ما كنت فيه، أي من الاعتكاف، قال: لا، ولكني سمعت صاحب هذا القبر، صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (من مشى في حاجة أخيه، وبلغ فيها، كان خيرا من اعتكاف عشر سنين)، وفي معجم الطبراني: (ومن مشى مع أخيه في حاجة، حتى يتهيأ له، أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام).
وأبان الدكتور ماهر المعيقلي أن من صور إدخال السرور على الآخرين: الابتسامة في وجوههم، والهدية يا عباد الله، تجلب المحبة، وتثبت المودة، وتؤلف القلوب، وتذهب ضغائن الصدور، وقد كان صلى الله عليه وسلم من هديه، أن يهدي ويقبل الهدية.
وأكد فضيلته أن من هديه صلى الله عليه وسلم، أن يمازح أهله وأصحابه، لإدخال البهجة والسرور عليهم، داعيا المؤمنين إلى إدخال الفرح والسرور على قلوب إخوانهم، بالسؤال عن غائبهم، وعيادة مريضهم، والإصلاح بينهم، وتخفيف آلامهم وأحزانهم، وإطعام جائعهم، وقضاء ديونهم، والكيس الفطن، لن يعدم طريقا لإدخال السرور على أخيه المسلم.
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الفرح صفة من صفات الخالق جل جلاله وتقدست أسماؤه، وهو فرح يليق بجلاله وعظمته، من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
وقال فضيلته: إذا أقبل العبد تائبا لربه، مقرا بذنبه، نادما عليه، عازما ألا يعود إليه، فرح الرب جل جلاله بتوبته، فرح إحسان وبر ولطف، وهو الغني عن عباده، فيجازي سبحانه عبده التائب، فرحا وسرورا، ولذة وحبورا، فلما فرح الله تعالى بتوبة عبده، أعقبه فرحا وبهجة في قلبه.
وبين الشيخ ماهر المعيقلي أن الله جل جلاله، يحب لعباده أن يتوبوا إليه، وأن يستقيموا على طاعته، حتى يفوزوا بجنته ورضوانه، بل ومن رحمته وكرمه وجوده، يبدل سيئات التائب بالحسنات، داعيًا إلى أن نصدق في توبتنا، فالتوبة هي أول منازل السائرين إلى الله، وأوسطها وآخرها، فلا يفارقها العبد حتى الممات، (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
فيديو قد يعجبك: