مبروك عطية: من يقل فلانًا في الجنة أو النار يرد نشر السواد بين الناس
كتبت – آمال سامي:
قال الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف، اليوم، تعليقًا على ما أثير مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن مصير الإنسان يوم القيامة، ودخوله الجنة أم النار، أن ذلك كلام من لا بضاعة عنده.
وأضاف عطية، في تصريحات خاصة لمصراوي، أن ما ورد في الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة زكت صحابيًا مات في بيتها وبشرته في الجنة، وقد فاضت روحه، فسمعها وقال: من ذا الذي يتعالى على الله، والله وأنا رسول الله لا أدري ما يفعل بي، وهو حديث في صحيح البخاري.
وتساءل عطية قائلًا: هل يشك أحد في أن النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى الجنات؟ ألم يقل أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة؟ لا يشك أحد، لكنه غلّق هذا الباب ولم يفتحه، والله تعالى يقول: "يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ".
ورأى عطية أن من يقل فلانًا في الجنة وفلانًا في النار يرد أن ينشر السواد بين الناس، وتساءل قائلًا: "هل اضطلع على تفسير كالكشاف الذي ذكر فيه الزمخشري بأن قومًا كانوا يعبدون الحجارة، وكان من عادتهم غرس الأشجار وتفجير الأنهار وشقها، وكان فيه نبي سأل الله وقال يعبدون غيرك وتبارك لهم في صحتهم وأموالهم وأولادهم، فأوحى الله إليه قائلًا: لقد عمروا بلادي؛ ليعيش فيها عبادي".
وكشف عطية أن هناك نصوصًا غير ذلك عديدة تجتمع في النهاية على أن الواجب على الإنسان العاقل أن يرى ما الذي يطلبه الشرع منه، وما الذي يريده الله منه، من حسن العمل وإتقانه وحسن الجيرة وحمل السلام بين الضلوع قبل أن يكون هتافًا أو راية أو إلقاءً من الشفاه للدنيا جميعًا، يقول عطية مستنكرًا: "ولكن أن يقول فلانًا لن يدخل الجنة، أيريد بهذه العبارة أن يحبط عمله في الدنيا، أو يثنيه عنه وهو ذو خبرة؟!".
وأوضح الداعية أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه زار سعد بن أبي وقاص ومريضًا في مكة وقال له تطبب على يد الحارث بن كلدة، وكان أشهر طبيب في مكة وقتها، ولم يقل له تطبب على يد الحارث وهو من أهل النار، "فمصير الخلق جميعًا إلى الله، وأقول لهؤلاء ماذا كنتم تقولون في عمر وأبوبكر وعثمان والعشرة المبشرين بالجنة قبل أن يدخلوا الإسلام؟ لا شك أنكم ستقولون هم في النار لأنكم جاهلون".
وتابع عطية أنهم قد يقولون هم في النار إن ماتوا على كفرهم، ما دام اضطر المسؤول إلى أن يبرز الحقيقة والحكم، ولكن قد أسلم هؤلاء وصاروا من المبشرين بالجنة، وهم باستثناء أبوبكر كانوا يعذبون المسلمين قبل إسلامهم.
فيديو قد يعجبك: