كيف يضلل الهوى العبد حتى في الأعمال الصالحة؟.. حديث شريف يوضح
كتبت – آمال سامي:
"السعي على العيال كالجهاد في سبيل الله" هكذا شرح الدكتور حسن الشافعي رحمه الله، عضو هيئة كبار العلماء والرئيس السابق لمجمع اللغة العربية، وصف النبي صلى الله عليه وسلم الساعي على الأرملة والمسكين بأنه كالمجاهد، وكذلك قوله للرجل الذي أراد الجهاد وكان والداه على قيد الحياة فقال له إن فيهما جهاده، أوضح الشافعي كيف يضلل الإنسان هواه حتى في اختياره لأعمال الخير والبر.
فذكر الشافعي في كتابه "الأربعون الصحية من الأحاديث النبوية" حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله"، وأحسبه قال: "كالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر"، وهو حديث متفق عليه، وأيضًا قوله صلى الله عليه وسلم حين جاءه رجل يستأذنه في الجهاد فقال:" أحي والداك؟" فقال:نعم، فقال: "ففيهما فجاهد"، وعلق الشافعي على الحديثين قائلًا: "ليس العمل الديني بالتشهي والميل الذاتي" موضحًا أنه قد يكون من اللهو والرغبة في أن يبدو المرء بطلًا هو ما يدفع الإنسان إلى التطوع بالقتال، مع أن هناك من أعمال الخير ما قد لا ينهض بها سواه، وهو في الدين يتساوى مع الجهاد في الجزاء، وذكر الشافعي حكمة ابن عطاء السكندري التي تقول: "إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية، وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط الهمة العلية".
فيديو قد يعجبك: