جمعة يوضح معنى البر: من حسن الخلق البُعد عن الكذب
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الله سبحانه وتعالى ورسوله أوصانا في كتابه أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نبتعد عن الإثم والعدوان، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ}.
وأضاف جمعة: أمرنا أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نبتعد عن الاشتراك على الإثم والعدوان، وجعل هذا من ملامح التقوى، وتوعدنا وهددنا وحذرنا بأن الله سبحانه وتعالى شديد العقاب يُمهل ولا يُهمل.
وتابع جمعة، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" أنه في بعض الأحيان يمل الناس النعم وكأنهم يشتاقون إلى النقم -اللهم سلّم-؛ ولذلك عودنا ربنا أن نكرر في كل يوم في سبع عشرة ركعة الحمد لله رب العالمين؛ ولذلك فإن من حافظ على صلاته تعوّد الشكر لله رب العالمين، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأنصاري قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ : « الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ،وَالإِثْمُ مَا حَاكَ في صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ». البر حسن الخلق فلابد أن نتعاون على حسن الخلق، حسن الخلق يقول فيه رسول الله ﷺ: «التبسّم في وجه أخيك صدقة»، ويقول ﷺ: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلقٍ حسن»، ويقول ﷺ: «أحسن الحسن الخلق الحسن»، ويقول ﷺ: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وكان ﷺ كان خلقه القرآن، كان رحيمًا رفيقًا؛ لأن القرآن يبدأ رسالته {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ويقول تعالى في شأنه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} ، {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ، «البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديان سبحانه وتعالى لا يموت، افعل ما شئت؛ فكما تدين تدان» البر لا يُنسى، لا ينتهي؛ فإن كلمة الخير تهز هذه الأكوان هزا.
وبين المفتي السابق إن البر هو حسن الخلق، ومن حسن الخلق البُعد عن الكذب؛ فإن الكذب من الفجور، ومن حُسن الخلق الصدق ؛ فإن الصدق من الهدى، يقول رسول الله ﷺ: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار» فليتخير كل واحدٍ منا طريقه، ولا أظن أن أحدًا منا يريد أن يختار طريق النار، ربنا ترك لنا الحرية {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} ولكن العاقل خصيم نفسه؛ فيجب عليه أن يختار طريق الجنة، وطريق الجنة الصدق، وطريق الجنة الرحمة، وطريق الجنة الرفق، وطريق الجنة ألا تتحدث بكل ما تسمع، قال رسول الله ﷺ: «كفى بالمرء كذبًا أن يُحدّث بكل ما سمع» طريق الجنة أن تكون رفيقًا، رحيمًا، واعيًا، يتعلق قلبك بالله سبحانه وتعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ} والإثم أعلاه الظلم، وكان الإمام الشافعي يحب سورة العصر {وَالعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} وكان يقول: «إن كثيرًا من الناس يغفل عن هذه الآية، ولا يعرف معناها»، وكان يقول: «لو لم ينزل من القرآن إلا هذه السورة لكفى فقد جمع الله فيها كل شيء» {وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ} لا تتواصوا بالباطل {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} على ذلك الحق؛ فإن «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» فما بالك لو كثُر.
فيديو قد يعجبك: