لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جمعة مفسرًا قوله تعالى {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى}: ترد على مزاعم الكافرين إلى يوم الدين

07:23 م الأحد 28 أبريل 2019

الدكتور علي جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

فسر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار، قول الله تعالى {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى} قائلاً إن في هذه الآية صفة هذا الكتاب، فيها رد على كل مزاعم الكافرين إلى يوم الدين، فإنهم يدَّعُون مرة أن من آمن بالله ضل الطريق، ومن آمن بالله اهتدى، إنما هم الذين ضلوا الطريق يريدون فسادًا وعلوا في الأرض ويأبى الله إلا أن يتم نوره، يقولون مرة إن التكاليف التي تكلفون بها أنفسكم -وكأننا نكلف أنفسنا من عند أنفسنا ومن هوى أنفسنا، وما كلفنا أنفسنا وإنما قلنا { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }- يقولون: إن هذه التكاليف شاقة على البشر، تعطلكم عن أن تنطلقوا في الأرض! هي تعطلنا عن الفساد، وتدفعنا إلى الرحمة بالعباد، هي تحجزُنا عن النار يوم التناد، هي سعادة في الدنيا وسعادة في الآخرة، أن يكون قلب المؤمن دافئًا وليس بحائر، قلب المؤمن يعرف من أين نحن، وماذا نفعل هنا، وإلى أي مصير سنكون، يكفي هذا للخروج من النار التي دخلوا فيها في الدنيا قبل الآخرة { مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى } { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } نعم { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } نعم { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } .

وتابع جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، تفسير قوله تعالي{مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى} لكن أنزلناه {تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} يخشى ماذا ؟ يخشى تنزيلاً؛ فنصبت هذه الكلمة لتعلقها بهذه الحالة (حالة الخشية)، يخشى تنزيلاً، قد أنزل { مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا } عبر عن السماوات بـ (العلى)، ليظهر لعباده أجمعين مؤمنهم وكافرهم أن الذي خلق هذه السماوات أعلى منها، وأنه على كل شئ قدير { لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ } أو أن تتعلق كلمة (تنزيلاً) بـ (أنزلنا) "أنزلنا تنزيلاً"؛ لأن معناها: أنزلناه هدى للناس تنزيلاً، ويكون المفعول المطلق في لغة العرب تأكيدًا حقيقيًّا يُخرج الكلام عن حد المجاز، ولا يجوز بعدئذٍ أن يكون هذا التنزيل مجازًا من أي وجه كان، فربنا - سبحانه وتعالى - يبين لنا مصدر هذا التنزيل { تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا } جل جلال الله هو الذي قهر السماوات والأرض، وقهر عباده بما فيهم أعظم مخلوقاته (العرش) { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى } والله - سبحانه وتعالى - عليم بذات الصدور، عليم بالقول إذا جهرت به، عليم بالسر إذا أسررته، عليم بالباطن حتى لو لم تفكر فيه، الظاهر والسر والأخفى من السر، فما بالك بما قد أبلغناه أو بما قد قلناه، و(إنَّ العبدَ ليتكلمُ بالكلمة من رِضوانِ اللهِ لا يُلقي لها بالاً يرفَعُه اللهُ بها درجات، وإن العبدَ ليتكلمَ بالكلمة من سَخَط اللّه لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) ، فاللهم سلم سلم ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا بما صدر من الجاهلين واهدهم إليك يا رب العالمين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان