أرض الكنانة "مصر" .. وردت صراحة في القرآن ورمالها امتزجت بآثار الأنبياء

كتبت – سارة عبدالخالق:

لمصر مكانة خاصة ومميزة.. فهي ذكرت في القرآن الكريم صراحة في أكثر من موضع، كما وردت في عدة آيات أخرى دون ذكر اسمها صريحا، كما أنها أرض امتزجت رمالها وتشرفت بأنها شهدت موطئ أقدام لعدد من أنبياء الله تعالى –عليهم السلام -.

فقد ورد ذكر "مصر" بلفظها الصريح في خمسة مواضع من القرآن الكريم:

في قوله تعالى من سورة يونس (آية: 87): {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا}

وفي سورة يوسف (آية: 21): {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}

وفي سورة يوسف (آية: 99): {فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ}

وفي سورة الزخرف (آية: 51) {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ}

وفي سورة البقرة (آية: 61) : {اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ..}.

كما ورد الحديث عن "مصر" في أكثر من آية دون ذكر اسمها صراحة بذكر بقعة فيها كسيناء على سبيل المثال أو الجبل الذي كلم الله فيها نبيه موسى – عليه السلام -، منها:

في قوله تعالى من سورة الطور ({آية: 1): {وَالطُّورِ}، وفي سورة المؤمنون (آية: 20): {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ}.

وقد شرفت مصر بأن رمالها امتزجت بآثار أنبياء الله تعالى، أمثال أنبياء الله يعقوب ويوسف وموسى وإبراهيم – عليهم السلام جميعا وعلى نبينا الكريم-.

- خليل الله إبراهيم عليه السلام

مر بمصر في رحلته مع زوجته السيدة سارة، يقول ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) "إن إبراهيم عليه السلام لما هاجر من بابل، خرج بسارة مهاجرا من بلاده"، مضيفا: "وذكر أهل الكتاب أنه لما قدِم الشام، أوحى الله إليه إني جاعل هذه الأرض لخلفك من بعدك، فابتنى إبراهيم مذبحًا لله شكرًا على هذه النعمة، وضرب قبته شرقي بيت المقدس، ثم انطلق مرتحلًا إلى اليمن، وأنه كان جوع، أي قحط، وشدة، وغلاء، فارتحلوا إلى مصر".

- نبي الله يوسف عليه السلام

اتخذها سكنًا وبعدها قدم أبوه يعقوب –عليه السلام– مع إخوته، فارتحل إخوة يوسف من بلاد كنعان قاصدين بلاد مصر، فلما أخبر يوسف –عليه السلام– باقترابهم، خرج لتلقيهم وأمر الملك أمراءه وأكابر الناس بالخروج مع يوسف لتلقي نبي الله يعقوب –عليه السلام-، ويقال إن الملك خرج أيضا لتلقيه، وفقا لما ذكره ابن كثير في تفسيره (تفسير القرآن العظيم).

- موسى وهارون عليهما السلام

ولدا بمصر، كما دلت الآثار -وفقا لما جاء في (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة) لجلال الدين عبدالرحمن السيوطي

- نبي الله عيسى عليه السلام

ولد ببيت المقدس ثم دخل مصر -وفقا لما جاء في (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة) لجلال الدين عبدالرحمن السيوطي.

- مصريات عظيمات شهيرات

وبالإضافة إلى أنبياء الله تعالى التي وطأت أقدامهم أرض الكنانة مصر، هناك مصريات عظيمات شهيرات؛ منهن:

السيدة سارة زوجة نبي الله إبراهيم – عليه السلام -، وأم نبي الله موسى – عليه السلام -، وآسيا امرأة فرعون التي ضرب الله بها مثلا في كتابه العزيز في قوله تعالى في سورة التحريم (آية: 11): {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

وزوجة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – السيدة مارية بنت شمعون القبطية، أم إبراهيم ابن النبي – عليه الصلاة والسلام – فهي مصرية الأصل، ولدت في قرية "حفن" من كورة "أنصنا" بمصر، وفقا لما جاء في (النجوم الزاهرة) لابن تغري بردي.