لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

متحدثًا عن حماية الذوق العام.. إمام المسجد الحرام: بعض مواقع التواصل تعكس فساد الأذواق

02:34 م الجمعة 06 ديسمبر 2019

المسجد الحرام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(وكالات):

تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم عن الإلهام في حماية الذوق العام. وقال: مقوِّماتُ نهضةِ الأممِ والمجتمعات، ودعائِمُ تَشْيِيدِ الأمجادِ والحضارات تكمُنُ في العنايةِ بقضيةٍ هي أساس البناءِ الحضاريّ، ومسيرةِ الإصلاحِ الاجتماعيّ، إنها قضيةُ القِيَمِ الأخْلاقِيَّة، والآدابِ المَرْعِيَّة، والأذْوَاقِ الرَّاقِيَةِ العَلِيَّة.

وأضاف السديس- نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس- قائلا: إن مكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب، ومعالي القيم، من أسمى وأنبل ما دعا إليه الإسلام، حيث تميز بنظـام أخلاقي فريد لم ولن يصل إليه نظام بشري أبدًا، وقد سبـق الإسلام بذلك نُظُم البَشَرِ كلها؛ ذلك لأن الروح الأخلاقية في هذا الدين، منبثقـة من جوهر العقيدة الصافية، ولقد بلغ من عِظَمِ ومكانة الأخلاق في الإسلام.

وأضاف فضيلة إمام المسجد الحرام، قائلاً: إن الآداب والقيم السِّمَةُ البَارِزَةُ فِي سِيْرَةِ الرَّعِيلِ الأَوَّلِ مِنْ سَلَفِ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَأَوْلُوهَا اهْتِمَامَهُمْ قَولاً وَعَمَلاً وَسُلُوكًا، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يُهذِّب الصِبْيَة إذا ما وقعوا فيما يناقض الذَّوق والأدب فأيُّ ثَمَدٍ من قُوَّة تُبقي عليها الأمة, إنْ نِيل مِن نَوْط أخلاقها، ومعقد آمالها وقِيَمِهَا، فالذين يهرعون إلى الرذائل لَهُمُ الذين يَنْكُثون عُرى مجتمعاتهم المتينة، ويُزْرُونَ بشُمُوخ أمّتهم السَّامِية، وإنَّكم لَتَرون في الطُّرُقات والشوارع عَجَبًا لا ينقضي؛ فأي مراعاة للذوق العام حينما ترى فئامًا يتلفظون بألفاظِ السُّوءِ دُونَ حياءٍ أو اسْتِحْيَاء، ويصرخون بكلماتٍ تَصُكُّ الآذان ويَسْتَحْيِّ من سماعها الجَمَادُ والحَيَوَان، وأصل ذلك كله تهاونٌ بالأخلاق واستخفاف بالذوق العام، وضعف إيمان، وصَنْف لا يُفرقون بين المساجد وغُرَف النوم في ألبستهم، ورنين هواتفهم المحمولة يُذْهِبُ خشوع المصلين، وتراهم يتصدرون المجالس فيهرِفُونَ بما لا يعرفون، ويخوضون فيما لا يُحْسِنُون؛ في صَفَاقَةٍ دون لَبَاقة، وفي جُرْأَةٍ دون مُرُوءَة، نعوذ بالله من انحطاطِ الذَّائِقَة، والأعمال غير اللائقة , وآخرون أفعالهم أدْهَى وأمَرْ؛ يَعْكِسُون اتّجَاه السَّيْر، ويَقْتَحِمُون الطريق اقْتِحام السَّيْل.

وقال : فَمَا أبأس مَنْ خالَف أنْظمة المُرور وقواعد السَّلامة، وامْتطى السُّرعَة والاستعجال، ولم يَسْتشعِر عَاقبة ذلك الوبال في الحال والمآل، وغيرهم يرمون القِمَامَات والنُّفَايَات في الأسواق والطرقات، دون أدْنَى مُرَاجَعَةٍ للنَّفْسِ والذَّات، فالحفاظ على نظافة الطريق إحْدَى شُعَب الإيمان، ودلائل البِرِّ والإحسان، بل هو أمر الملك الدّيان، وحَسْبُنا ما تَحْفِلُ به شريعَتُنا من حُجَّة وبرهان.

وأشار فضيلة الشيخ السديس إلى أن ليس كل ما يبث في بعض مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات المعلومات من الشائعات والافتراءات والمغالطات إلا وجه كالح وصورة ظلامية ، تعكس فساد الأذواق عند شُذَّاذ العقول والآفاق, مشيراً إلى أنَّ النّسيج الاجتماعي المُتراص الفريد يحتاج إلى وقفة إصلاحِيّة، مُتونُها: صَقْل الأذواق وسَحْجِها، والسُّمُو بها في مَعَارِج الوعي الراشد، والاستبصار المُسَدَّد، لتنعم حواسنا بذوق رفيع، وبيئة نقية نظيفة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان