خطيب المسجد الحرام يكشف بعضًا من أحداث يوم يلتقي فيه أهل السماوات والأرضين
(وكالات):
أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي أن الإيمان باليوم الآخر، من أعظم القضايا التي جاءت بها الرسل، ونزلت بشأنها الكتب، فما من نبي إلا ذكّر أمته به، فهو أحد أركان الإيمان الستة، مستشهدا بما جاء في حديثِ جبريل عليه السلام، "قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ".
وقال المعيقلي، في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة- نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس- ان لعظم هذا اليوم (اليوم الاخر)؛ أكثر سبحانه من ذكره في القرآن العظيم، وبين أحواله وأهواله، وحذّر من نسيانه والغفلة عنه، وأمر عباده بالاستعداد له، وسماه بأسماء كثيرة، فهو يوم الحاقة، والقارعة، والصاخة، والقيامة، وهو يوم الدين، ويوم الفصل، ويوم التغابن، وهو يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين، ويلتقي فيه أهل السماوات والأرضين.
وأضاف خطيب المسجد الحرام: إذا جاء يوم القيامة، أمر الله تعالى إسرافيل عليه السلام، بأن ينفخ في الصور، فتمور السماء مورا، وتسير الجبال سيرا، وَيَصْعَقُ كُلُّ من في السماوات والأرض، ولا يبقى إلا الله جل جلاله، الواحد الأحد، الملك الصمد، ثم يأمر سبحانه وتعالى، بأن تُمطِر السماء، فينبُتُ الناس في قبورهم كما ينبُتُ البَقْلُ، وينفخ إسرافِيلُ عليه السلام في الصور، نفخة البَعثِ والنُّشُور، فتُعادُ الأرواحُ إلى أجسادِها، وتتشقَّقُ القُبُورُ عن أهلِها، (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ).
وتابع فضيلته قائلاً: يخرُجُ الناسُ مِن قُبُورِهم (كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ)، يُساقُون إلى أرضِ المحشَر، أرضٌ بيضاء ، نقِيَّة عفراء، (لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا)، يُحْشَرُ النَّاسُ فيها، حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَائِشَةُ، الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ".
وبين الشيخ ماهر المعيقلي أنه في أرض المحشر، يجتمع الخلق كلهم، فتدنو منهم الشَّمْسُ، حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ، فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا، (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)، فيفزع بعض الناس إلى الرسل والأنبياء، ليشفعوا لهم عند خالق الأرض والسماء، حتى يأذن بالحساب وفصل القضاء، وكلما أتو نبيا من أولي العزم اعتذر، وأحالهم إلى نبي آخر، حتى يأتوا إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم، فيقول: "أَنَا لَهَا"، قال عليه الصلاة والسلام، كما في صحيح البخاري: "فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ لِي، وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لاَ تَحْضُرُنِي الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي"، فحينئذ يأذن الرب جل جلاله بفصل القضاء، فيجيء مجيئاً يليقُ بجلاله وعَظَمَتِه، والملائكة صفوفاً تعظيماً لربهم، ويؤتى بجهنم في أرض المحشر، لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا.
فيديو قد يعجبك: