إعلان

من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة الملك

02:34 م السبت 22 سبتمبر 2018

الشيخ عصام الروبي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي-أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين * إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور* هو الذي جعل لكم الأرض ذلولًا، فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور* فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون} .. [الملك: 5*7*15*27]

(زينا): من التزيين بمعنى التحسين والتجميل.

(السماء الدنيا): من الدنو بمعنى القرب.

(بمصابيح): جمع مصباح وهو السراج المضيء. والمراد بها النجوم. (رجومًا): جمع رجم، مصدر رجمه رجمًا-من باب نصر-إذا رماه بالرجام أى: بالحجارة، فهو اسم لما يرجم به، أى: ما يرمى به الرامي غيره من حجر ونحوه.

قال ابن كثير: عاد الضمير في قوله (وجعلناها) على جنس المصابيح لا على عينها، لأنه لا يرمى بالكواكب التي في السماء، بل بشهب من دونها، وقد تكون مستمدة منها.

(إذا ألقوا فيها): يعني في نار جهنم. والمراد: الكافرين المذكورين في الآية السابقة بقوله تعالى: (وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير).

والظرف (إذا) متعلق بقوله (سمعوا).

( لها) يعني لتك النار.

(شهيقًا): الشهيق: تردد النفس في الصدر بصعوبة وعناء.

(وهي تفور): الفور: شدة الغليان، ويقال ذلك في النار إذا هاجت، وفي القدر إذا غلت، والمراد: تغلى بهم غليان المرجل بما فيه.

(ذلولًا): الذلول: السهلة المذللة المسخرة لما يراد منها من مشى عليها، أو غرس فيها، أو بناء فوقها. من الذل وهو سهولة الانقياد للغير، ومنه قوله تعالى: (قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول). أى: غير مذللة ولا مدربة على حرث الأرض.

(مناكبها): يعني في طرقها وفجاجها.

(كلوا من رزقه): عبر بالأكل لأنه أهم وجوه الانتفاع (النشور): المرجع.

(فلما): ظرف، بمعنى حين.

(رأوه): الهاء عائدة على العذاب الواقع بهم.

و(رأوه): مستعمل في المستقبل، وجيء به بصيغة الماضي لتحقق الوقوع، كما في قوله-تعالى-: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه).

و(سيئت وجوه): ساءت رؤيته وجوههم.

(كنتم به تدعون): قيل: تسألون. وقيل: تمنون. وقيل: تستعجلون. وقيل: المعنى: تدَّعون أنه باطل لا يأتيكم.

خلاصة المعنى في هذه الآيات: لقد جملنا السماء القريبة منكم بكواكب مضيئة كإضاءة السرج، وجعلنا بقدرتنا من هذه الكواكب ما يرجم الشياطين ويحرقها، إذا ما حاولوا أن يسترقوا السمع، وأن الحق تبارك وتعالى يبين ما أعده من الخزي والعذاب لأولئك الكافرين الذين عصوا رسله، وجحدوا دينه، فمن خزيهم أنهم بعد دخولهم جهنم يسمعون لها -وقد اشتد غليانها عليهم-صوتًا فظيعًا منكرًا، يشبه في فظاعته ونكره صوت الحمير، ومن دلائل تفرده تبارك وتعالى بالخلق والتدبير في هذا الكون وما عليه، وتصرفه بالموجودات، أنه سخر لخلقه تلك الأرض المتسعة الأرجاء ويسر لهم عليها سبل الحياة عليها والانتفاع بها وبخيراتها، حتى يمكنهم المشي في جوانبها وأطرافها وفجاجها، والتماس رزق ربكم فيها، وأن الحق تبارك وتعالى يصور حال الكافرين به، المكذبين رسوله، عندما يرون العذاب الذي استعجلوه نازلًا بهم، وقريبًا منهم، فساءهم ذلك أشد الإساءة، وظهرت الذلة والكآبة على وجوههم؛ لأنهم أدركوا ما ينتظرهم من العذاب، وقيل لهم-تبكيتًا وتوبيخًا-هذا العذاب الواقع بكم هو الذي كنتم به في الدنيا تطلبون ساخرين.

فيديو قد يعجبك: