لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

معاني القرآن: تفسير آيات من سورة المُلك

01:18 م الإثنين 27 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف- (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور* أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير* أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجّوا في عتو ونفور} .. [الملك: 16*17*21]

(أأمنتم): أيها الناس.

(من في السماء): المراد: الله عز وجل بدون تحيز أو تشبيه أو حلول في مكان. وقيل في بمعنى على، ويراد العلو بالقهر والقدرة.

(يخسف بكم): الخسف: انقلاب ظاهر السطح من بعض الأرض فيصير باطنًا، والباطن ظاهرًا.

(تمور): المور: شدة الاضطراب والتحرك. يقال: مار الشيء مورًا، إذا ارتج واضطرب.

(أم أمنتم): أى: بل أأمنتم أيها الناس.

(من في السماء): هو الله عز وجل بسلطانه وقدرته.

(يرسل عليكم حاصبًا): أى: ريحًا شديدة مصحوبة بالحصى والحجارة التي تهلك.

(فستعلمون كيف نذير): فحينئذ ستعلمون عند معاينتكم للعذاب، كيف كان إنذاري لكم متحققًا وواقعًا وحقًا. والاستفهام في هذه الآية والتي قبلها المقصود به التعجب.

(إن أمسك رزقه): إن حبسه عنكم.

(لجوا): يعني: تمادوا وأصروا.

(في عتو): أي: استكبار طغيان وعناد (ونفور): شرود وتباعد عن الحق والطريق المستقيم.

خلاصة المعنى في هذه الآيات:

يحذر الحق تبارك وتعالى من بطشه وعقابه، فلا ينبغي أن تأمنوا أيها الناس من في السماء وهو الله جلا في علاه أن يُذهب الأرض بكم، فيجعل أعلاها أسفلها، فإذا هي تمور بكم وتضطرب، وترتج ارتجاجًا شديدًا تزول معه حياتكم، والآية تحذير وتهديد ووعيد للذين يخالفون أمره سبحانه وتعالى، يحذر الحق تبارك وتعالى من بطشه وعقابه، فلا ينبغي أن تأمنوا أيها الناس من في السماء وهو الله جلا في علاه.

أن يرسل عليكم ريحًا تحصبكم بالحجارة كقوم لوط، فستعلمون ما حال إنذاري وقدرتي على إيقاع العذاب بكم عند مشاهدتكم للمنذر به، ولكن لا ينفعكم العلم حينئذ.

وأن الحق تبارك وتعالى انتقل لإلزامهم بوحدانيته سبحانه بنوع آخر من الحجج، فمن الذي يملك لكم رزقًا سواه عز وجل، إذا أمسكه عنكم سبحانه، أو منع عنكم الأسباب التي تؤدى إلى نفعكم وإلى قوام حياتكم، كمنع نزول المطر إليكم، وكإهلاك الزروع والثمار التي تنبتها الأرض، ولكنهم – لعنادهم وتكبرهم- لم ينتفعوا بتلك الحجة، بل تمادوا في اللجاج والجدال بالباطل، والابتعاد عن طريق الحق الظاهر، وساروا في طريق أهوائهم حتى النهاية، دون أن يستمعوا إلى صوت نذير أو واعظ.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان