تعرف على تفسير الآيات الأولى من سورة الانفطار
كتب ـ محمد قادوس:
يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف- (خاص- مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية {إذا السماء انفطرت * وإذا الكواكب انتثرت * وإذا البحار فجرت * وإذا القبور بعثرت* علمت نفس ما قدمت وأخرت} .. [الانفطار: 1*2*3*4*5]
ـ (إذا السماء انفطرت): بيان لما ستكون عليه السماء عند اقتراب قيام الساعة.
(انفطرت): تشققت وتصدعت، من الفَطر-بفتح الفاء-بمعنى الشق، كما قال تعالى في أول سورة الانشقاق: (إذا السماء انشقت). وقوله تبارك وتعالى: (ويوم تشقق السماء) وقوله: (السماء منفطر به). يقال: فطرت الشيء فانفطر، أى: شققته فانشق. أى: إذا السماء تصدعت وتشققت في الوقت الذي يريده الله تعالى لها أن تكون كذلك.
ـ (الكواكب): المراد بها النجوم.
انتثرت: يعني: تهاوت وتساقطت وتفرقت. يقال: نثرت الشيء على الأرض، إذا ألقيته عليها متفرقا. فانتثار الكواكب معناه: تفرقها عن مواضعها التي كانت فيها، والاسم النثار والنثار –بالضم-: ما تناثر من الشيء. والمقصود في الآية: أن النجوم صغيرها وكبيرها تنتثر وتتفرق وتتساقط؛ لأن العالم انتهى.
ـ (فجِّرت): قوله فجِّرت: مأخوذ من الفَجر-بفتح الفاء-وهو شق الشيء شقًا واسعًا، يقال: فجر الماء فتفجر، إذا شقه شقا واسعًا ترتب عليه سيلان الماء بشدة. والمراد شققت جوانبها، فزالت الحواجز التي بينها، واختلط بعضها ببعض فصارت جميعها بحرًا واحدًا. وقيل: المراد: طغت البحار على اليابسة فأغرقتها ومحتها. وقيل: المراد: تنشفها الأرض فلا يبقى فيها ماء.
ـ (بُعثرت): يقال: بعثر فلان متاعه، إذا جعل أسفله أعلاه. وبعثرت الحوض وبحثرته: إذا هدمته وجعلت أسفله أعلاه. والبحثرة والبعثرة: إثارة الشيء بقلب باطنه إلى ظاهره. أي: أثيرت وأخرج ما فيها. والمراد: أُخرج ما فيها من الأموات حتى قاموا لله عز وجل. وقال قوم: (بعثرت): أخرجت ما في بطنها من الذهب والفضة.
ـ (علمت نفس): هي جواب إذا وما عطف عليها في الآيات التي سبقتها. (نفس): هنا نكرة لكنها بمعنى العموم. أي: كل نفس وقت هذه المذكورات الأربعة (ما قدمت وأخرت): ما قدمت من الأعمال وما أخرت منها فلم تعمله.
خلاصة المعنى في الآية الثانية: ومن علامات يوم القيامة كذلك بعد تشقق السماء وتصدعها تساقط الكواكب وتناثرها بعدها، وتفرقها منتشرة كجواهر ولآلئ قطع سلكها وبتر خيطها، وفي هذه الآية وأشباهها في سموها ومعانيها تهديد بيوم البعث الذي أنكروه، وإنه يوم يضطرب فيه الكون، ويكون فيه الهول، وإن السلطان حينئذ يكون لله تعالى وحده.
وخلاصة المعنى في الآية الثالثة:
ومن علامات هذا اليوم المهول- يوم القيامة- بعد تشقق السماء وتصدعها، وتساقط الكواكب وتفرقها أن مياه البحار والأنهار تسيل سيلانًا عظيمًا، ويدخل بعضها في بعض، فلا يبقى الماء المالح مالحًا، ولا العذب عذبًا، وإنما تختلط المياه عذبها بمالحها، أو ذهب ماؤها ويبست.
وخلاصة المعنى في الآية الرابعة:
ومن علامات هذا اليوم المهول- يوم القيامة- بعد تشقق السماء وتصدعها، وتساقط الكواكب وتفرقها وسيلان المياه عذبها ومالحها وتداخلها أو ذهاب ماؤها بالكلية، أن الحق سبحانه وتعالى يأمر الأرض أن تُخرج وتلفظ ما بداخلها من الأموات حتى يحشروا للموقف بين يدي الله للجزاء على الأعمال.
وخلاصة المعنى في الآية الخامسة:
عند حصول هذه الأهوال الأربعة التي تقدمت في الآيات السابقة من علامات هذا اليوم المهول علمت كل نفس العلم التفصيلي عند انتشار صحائف الأعمال ما قدمت من خير أو شر، وما أخّرت من الأعمال بسبب التكاسل والإهمال، أما العلم الإجمالي فيحصل في أول زمن الحشر، لأن المطيع يرى آثار السعادة، والعاصي يرى آثار الشقاوة في أول الأمر.
فيديو قد يعجبك: