من معجزات النبي الأعظم.. شق صدره وغسل قلبه الشريف بماء زمزم
كتب – هاني ضوه :
كانت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم معجزات عديدة وقعت في طفولته روتها كتب السيرة والحديث كانت تمهيدًا لنبوّته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وإعدادًا له لتلقي الرسالة.
ومن تلك المعجزات حادثة شق صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي وقعت له ثلاث مرات: الأولى في طفولته في بادية بني سعد والثانية عند مبعثه، أما الثالثة فكانت في رحلة الإسراء والمعراج.
وفي الحادثة الأولى فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سن الرابعة، وهي الحادثة التي رواها الإمام مسلم في صحيحه، وكذلك أشار إليها الإمام الحاكم في المستدرك في باب تفسير سورة "الشرح"، والإمام أحمد بن حنبل في مسنده.
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلعب مع الغلمان في بادية بني سعد، فأتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: «هذا حظ الشيطان منك»، ثم غسله في طِسْتْ من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَهُ -أي جمعه- وضم بعضه إلى بعض ثم أعاده في مكانه.
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين يلعبون معه وكذلك أخوه من الرضاع قد خافوا مما يحدث، وأسرعوا إلى السيدة حليمة السعدية ليخبروها بما جرى فقالوا: «إن محمدًا قد قُتل»، فاستقبلوه وهو «منتقع اللون».
وقال أخوه من الرضاع للسيدة حليمة: ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه فهما يسوطانه، فخرجت السيدة حليمة وزوجها مسرعة نحوه فوجدناه منتقعًا لونه، فاحتضناه وقالا له: ما لك يا بني؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فقال أحدهما لصاحبه أهو هو؟ قال: نعم، فأقبلا يبتدراني فأضجعاني فشقا بطني فالتمسا فيه شيئاً فأخذاه وطرحاه ولا أدري ما هو.
كانت هذه الواقعة الغريبة قد أثارت الخوف في قلب السيدة حليمة السعدية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأخدته هي وزوجها وعادت به إلى أمه السيدة آمنة لتعيده إليها ليعيداه إليها، وهو ما جعل السيدة آمنة تتعجب من هذا الفعل المفاجئ وظلت تلحّ على السيدة حليمة لتخبرها ما حدث حتى أخبرتها.
وهنا تجلى يقين السيدة آمنة فقالت لهما: أخشيتما عليه الشيطان؟ كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وأخبرتهما ما رأت حين حملت به وحين ولد ثم قالت لحليمة دعيه وانطلقي راشدة، فظل عند السيدة آمنة حتى بلغ ست سنين وتوفيت السيدة آمنة فكفله جده.
وعن أثر واقعة شق الصدر كان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: "كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره. كما أورد الإمام الحاكم في كتابه المستدرك.
أما المرة الثانية فكانت عند بعثته الشريفة بالرسالة، وعن ذلك قال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري في شرح صحيح البخاري" عند شرحه لحديث باب المعراج من البخاري قال: "وثبت شق الصدر عند البعثة كما أخرجه أبو نعيم في الدلائل".
والمرة الثالثة لشق صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكانت في ليلة الإسراء والمعراج، فقد صحّت الروايات في قيام أمين الوحي سيدنا جبريل عليه السلام بشق صدر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وغسله بماء زمزم وإفراغ الحكمة والإيمان في صدره.
وقد جاء ذلك في عدد من الروايات الصحيحة التي رواها الإمامان البخاري ومسلم عن مالك ابن صعصعة، وكذلك رواها الإمام أحمد في مسنده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدثهم عن ليلة أسري به قال: بينما أنا في الحطيم، مضطجعًا، إذ أتاني آتٍ، فجعل يقول لصاحبه: الأوسط من الثلاثة، فأتاني فشق ما بين هذه إلى هذه، يعني من ثغرة نحره إلى شعرته، فاستخرج قلبي، فأُتِيت بطست من ذهب مملوءة إيماناً، وحكمة، فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد".
فيديو قد يعجبك: