بالفيديو.. "عصيدة الزقزقو وهدية الموسم" أبرز الاحتفالات التونسية بالمولد النبوي
كتبت - سارة عبد الخالق:
تختلف عادات وطقوس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من بلد لآخر، ويظل هذا اليوم يتمتع بطبيعة ومكانة خاصة عند الدول العربية والإسلامية، ويحتفلون به بطرق وأساليب متوارثة عبر الأجيال.
يرصد مصراوي في التقرير التالي أهم العادات التونسية التي يحرص عليها الشعب التونسي في المولد النبوي الشريف:
بداية، جاء في كتاب (تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في العالم الإسلامي والجزائر) لمؤلفه إسماعيل سامعي: "يظهر أن عادة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف انتقلت من المغرب الأقصى إلى تونس ثم الجزائر قبل الحملة العسكرية التي قادها أبو الحسن علي بن عثمان (1331 – 1348 م)، وابنه أبو عنان (1348 - 1358 م) من سلاطين بني مرين في إطار الصراع على إرث عرش الموحدين، والسيطرة على بلاد المغرب والأندلس ومضاهاة للسلطان المغربي قام السلطان الحفصي أبو يحيى المتوكل أبو بكر بن يحيى (1311 – 1346 م) بتنظيم حفل ليلة المولد النبوي الشريف".
وأشار إلى أن طقوس احتفال السلطان بالمولد النبوي الشريف اقتصرت فقط على إغداق الخيرات والعوائد خوفا من المعارضين والمنكرين لهذا الاحتفال سيما الفقهاة والقضاة، حيث كان لهؤلاء دور إيجابي في الحياة السياسية والاجتماعية والتأثير على الحاكمين والمحكومين، فكان الواحد منهم يعد نفسه مسئولا أمام الله في دينه، وأمام عباده في حق توجيهم التوجيه الصحيح، حتى ولو غضبوا عليه، وأثاروا الفتن ضده.
وبمرور الزمن، تحول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مثل غيره من الدول العربية والإسلامية إلى عادة واحتفال يحمل مكانة خاصة لدى العائلات التونسية الذين يهتمون بهذه المناسبة ويستعدون لها قبلها بعدة أيام، حيث تقام الاحتفالات في دور العبادة، ويتم يوم المولد النبوي إقامة حفلات الخطوبة وإتمامها أو ما يعرف بقراءة الفاتحة، ويقوم العريس بإهداء خطيبته ما يعرف بـ (الموسم)– وفقا لما جاء في موقع nessma.tv المهتم بأخبار تونس والعالم -.
ويعد (الموسم) هذا تقليدا تونسيًا قديماً يهم العروسين المخطوبين – وفقا موقع arabic.cnn.com - ، حيث يقوم الرجل بتقديم هدية قيمة لخطيبته تعبيرا عن محبته وإخلاصه لها كقطعة مصوغ أو ملابس وعطور فاخرة أو جهاز من الأجهزة المنزلية وغيرها، ولازالت هذه العادة تتمسك بها بعض العائلات التونسية إلا أنها بدأت في الاندثار.
وتهتم العائلات التونسية أيضا احتفالا بالمولد النبوي بإعداد طبق رئيسي معروف عندهم وعند الكثير من الدول العربية يعرف بـ (العصيدة)، وعادة يقدم عند الشعب التونسي احتفالا بالمولد النبوي أو في أسبوع المولود الجديد، حيث تتهم ربات المنازل بإعداد "العصيدة" قبل المولد بيوم وتزيينها بالفاكهة وتقديمها للأهل والجيران أثناء الزيارات، وهناك ما يعرف بحبات "الزقزقو" أو حبات الصنوبر ويمثل مكونا أساسيا في "عصيدة الزقوقو"، لكن بعض العائلات التونسية لا تفضل إعداد ما يعرف بـ "عصيدة الزقزقو" نظرا لأنها تذكرهم بالمجاعة والجفاف التي شهدتها البلاد في عام 1864 م.
وجرت العادة في تونس أن يجتمع الناس يوم الاحتفال بليلة المولد في جامع الزيتونة وباقي الموسسات الدينية الأخرى ويستمعون إلى قصة المولد النبوي ، وفقا لما جاء في كتاب (بردة البوصيري بالمغرب والأندلس خلال القرنين الثامن والتاسع الهجريين) لسعيد بن الأحرش.
يشار إلى أن مدينة القيراون تعتبر من أكثر المدن التونسية احتفالا بالمولد النبوي الشريف حيث تعتبر مقصد المحتفلين بالمولد النبوي في البلاد، حيث تظهر الأجواء الروحانية في المدينة قبل المولد النبوي الشريف بأيام في شوارع ومساجد ومقامات المدينة احتفالا بالمولد، ويبدأ المنشدون والمداحون بالإنشاد والمدح، وتردد قصص سيرة النبي – صلوات الله عليه -، وتطلق الزغاريد ويشعل البخور في يوم المولد احتفالا بقدومه ، وفقا لما جاء على شبكة تونس الإخبارية.
فيديو قد يعجبك: