لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عمرة القضاء .. أول عمرة بعد الهجرة

04:50 م الإثنين 07 سبتمبر 2015

عمرة القضاء .. أول عمرة بعد الهجرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

بقلم – هاني ضوَّه :

لما منع المشركون النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من آداء العمرة في العام السادس من الهجرة النبوية المشرفة، وتحرك جيش الكفار لمحاربة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عقد معهم صلح الحديبية في هذا العام، ومن ضمن شروط الصلح أن يرجع المسلمون إلى المدينة على أن يعودوا للعمرة العام التالي.

وبالفعل .. ما أن مر عام على صلح الحديبية حتى أمر الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه والمسلمين أن يتهيأوا للعمرة وزيارة بيت الله الحرام بعد سبع سنوات من الشوق لم يستطيعوا خلالها زيارة الكعبة المشرفة ولا الطواف حولها بعد أن اضطرتهم أفعال المشركين إلى الهجرة للمدينة المنور.

وخلال السنوات السبع التي تلت الهجرة النبوية المشرفة كان عدد المسلمين في تزايد مستمر، فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه ألفين من أصحابه في شهر زي القعدة من السنة السابعة للهجرة، محرمين من المدينة المنورة وهو يلبون في طريقهم إلى مكة لآداء العمرة، وهي العمرة التي سميت بعمرة "القضاء".

وأخذًا بالأسباب جهز النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرقة حماية قوامها مائة فارس بكامل عتادهم وأسلحتهم لحماية المعتمرين، وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن محمد بن مسلمة أن يتقدم طليعة المعتمرين مع مائتين من الفرسان لحمايتهم، لأنه لم يكن يأمن غدر المشركين إن رأوه وأصحابه دون سلاح أو عتاد أن ينقضوا عليهم ليفتكوا بهم.

وعندما علم المشركون أن النبي خرج معتمرًا ومعه حراسه من الفرسان المسلحين شعروا بالقلق، وأرسلوا وفدًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم برئاسة مكرز بن حفص، ليستفسروا عن سبب وجود هؤلاء الفرسان، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه جاء مسالمًا معتمرًا وليس محاربًا، وأنهم سيبقون السيوف في أغمادهم عند دخولهم لمكة.

وبالفعل .. دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار الذين جائوا معتمرين إلى مكة، وطاف بهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حول الكعبة أشواطًا سبعة.

وأراد الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله آن يبعت برسالة غير مباشرة إلى كفار قريش مفادها أن المسلمين أقوياء البدن والروح، خاصة بعد انتشار شائعات قالت إن المسلمين أصابتهم الحمى في يثرب وضعفت أجسادهم وعزيمتهم. فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه أن يطوفوا بالكعبة المشرفة ويكشفوا عن كتفهم الأيمن ويرملون –يسرعون حركتهم- في الأشواط الثلاثة حتى يظهروا قوتهم للمشركين.

وأقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة بعد عمرة القضاء ثلاثة أيام حتى يتمكن المهاجرون من زيارة ديارهم وأهلهم الذين تركوهم قبل سبع سنوات، وخلال هذه الأيام الثلاثة تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من السيدة ميمونة وهي شقيقة زوجة العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما أسلم في هذه الأثناء سيف الله المسلول خالد بن الوليد الذي كان ذخرًا للإسلام وعزة له, وأسلم من بعده عمرو بن العاص، عكرمة بن أبى جهل وعثمان بن طلحة وغيرهم بعد أن شرح الله صدورهم للإسلام.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان