مرصد الإفتاء: آسيا الوسطى والقوقاز خيارات داعش لاستقطاب المزيد من الجنود
كتبت - سماح محمد :
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن الضربات الأمنية المتلاحقة لتنظيم داعش، والمواجهات الفكرية ألجأته إلى التغيير- بعض الشيء- في استراتيجيته على أرض الواقع، والبحث عن مورد بشري جديد يضمن له انضمام أعضاء جدد إلى التنظيم، فمن خلال المتابعة الدؤبة لتنظيم داعش الإرهابي، رصد مرصد التكفير لدار الإفتاء تحولاً جديدًا لتنظيم "داعش" الإرهابي حيث بدء يولي وجهه نحو دول آسيا الوسطي والقوقاز وشرق آسيا.
وأضاف المرصد في تقريره السادس والعشرين أنه منذ ثلاثة أيام أنشأ التنظيم الإرهابي ولاية جديدة له في القوقاز وبدء يتلقى البيعة لأميرها المزعوم البغدادي، مستغلاًّ الكثرة العددية للمسلمين في تلك المناطق، وحماس أهلها للإسلام، وذلك للقيام بأعمال تخريبية وعدائية في ربوع العالم الإسلامي وخاصة مصر.
وبيَّن المرصد في تقريره أنه بعد الضربات الفكرية والأمنية التي تلقها التنظيم وأنصاره والموالين له، بالإضافة للحصار الفكري الذي تقوم به المؤسسات الدينية والثقافية في العالم العربي، بدأ التنظيم يتبع استراتيجية جديدة في تجنيد أتباع له من خارج منطقة الشرق الأوسط، والتوجه إلى مناطق أخرى أكثر أمانًا بالنسبة له يستطيع من خلالها استقطاب عدد آخر من الأتباع يوجههم كيفما يشاء باسم الدين والحمية للإسلام والمسلمين.
تابع المرصد أن تلك الأجزاء من العالم تتميز ببعض الخصوصية التي يستطيع التنظيم بسهولة استقطاب أعضاء جدد يقاتلون تحت لوائه، نتيجة لغياب فكرة التنظيم عنها، ونتيجة لتقدير مسلمي تلك المناطق للعرب، بالإضافة إلى كثرة عدد المسلمين في هذه الدول، كل هذا العناصر مجتمعة تضمن محضنًا جيدًا لتفريخ أعضاء جدد للتنظيم الإرهابي، مع العلم أن توجه التنظيم إلى تلك المناطق ليس الغرض منه إعلان الخلافة وإنما ضمان الكثرة العددية؛ لأن وجهته بالأساس إلى المنطقة العربية.
رصد مرصد الإفتاء بيعة بعض الإندونيسيين وكذلك بيعة بعض القوقازيين وتأسيس إمارة وهمية لهم لا تدار إلا من خلال الشبكات العنكبوتية أو من خلال مواقع يتم رصدها وقنصها من أجهزة الاستخبارات العالمية تحاول أن تنال من دولنا وثقافتنا ومحيطنا الفكري والعقائدي.
نبه المرصد في تقريره المتخصصين والمسئولين على ضرورة مواجهة أفكار التنظيمات التكفيرية والإرهابية في منطقة آسيا الوسطي والقوقاز عبر القوافل الدعوية المتواصلة، واستخدام وسائل التواصل مع الرموز الآسيوية والشعبية بما يمنع تلك الامتدادات التوسعية لهذا الفكر الضال.
وحول دولة الخلافة المزعومة قال المرصد في تقريره إنه في الوقت الذي نبَّه فيه جميع فقهاء المسلمين قديمًا وحديثًا على أنه لا يجوز تنصيب إمام من آحاد المسلمين وطلب البيعة له، تخرج داعش تطالب ببيعة البغدادي بالخلافة والتي تُعد خلافة الوهم، وإعلان لا تمكين فيه ولا شورى، فهي على منهج الاستبداد لا على نهج النبوة.
شدد المرصد أن خلافة البغدادي خلافة على منهج القتل والتشريد لا خلافة الحضارة والبناء، وعليه فلا يجوز بيعة عمومُ المسلمين في شتَّى الأقطار واحدًا منهم، وتنصيبه على الجميع واعتبار ذلك خِلافة؛ فإنَّ الولايةَ التي لا تجتمع الأمةُ عليها، ليستْ ولايةً عامَّة، ولا يجوز أن تُسمَّى خلافة وإنْ أعلنها مَن أعلنها
فيديو قد يعجبك: