مفتي الجمهورية للأهرام: جرائم "داعش" الإرهابي مروعة وصادمة للمشاعر الإنسانية
أكد مفتي الجمهورية فضيلة الدكتور شوقي علام أن الإرهاب ظاهرة مركبة وأن التكفيريين لا صلة لهم بالإسلام وفهمهم للدين عقيم، وأنهم أشد خطرا علي الدين من أعدائه، ووصف المفتي في حوار مع صحيفة "الأهرام" جريمة داعش بحق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة بأنها صدمة للمشاعر الإنسانية في العالم مبينا ان الإرهابيين ضربوا بالتعاليم الإسلامية ومقاصدها التي تدعو إلى الرحمة وحفظ الأنفس عرض الحائط, وخالفوا الفطرة الإنسانية السليمة, ويستندون في جرائمهم البشعة الي تفسيرات خاطئة لنصوص أو أقوال ليبرروا فجاجة فعلهم.
وقال: إن الإسلام وضع نظما وقوانين تحمي الأسير, فقد أوصى رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه بحسن معاملتهم, فقال "استوصوا بالأسرى خيرا"، أما زعم هؤلاء بأن أبو بكر الصديق قد أحرق الفجاءة السلمي حيا فغير صحيح وساقط وباطل لا سند له, لأن رواية إحراق سيدنا أبي بكر الصديق للفجاءة رواية باطلة, وأجمع أهل العلم أن الأسير لا يجوز تحريقه بحال من الأحوال حتى لو كان في حال الحرب فكيف بالأسير المكبل؟ وكل هذا في حال أسرى الحرب في نطاق الدول, فما بالنا بأن هذا التنظيم الإرهابي لا ينبغي أن يطلق عليه مسمى الدولة، وبالتالي فإن ما حدث هو اختطاف قسري إرهابي تنبذه جميع الأديان والشرائع والقوانين الدولية.
وأضاف: أن التمثيل بالأسرى منهي عنه في الإسلام, وقد ورد النهي عن الإعدام حرقا.
وجاء النهي عنها في أكثر من موضع منها حديث ابن مسعود قال، "كنا مع النبي صلي الله عليه وسلم فمررنا بقرية نمل قد أحرقت; فغضب النبي صلي الله عليه وسلم" وقال: "إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله عز وجل".
وأوضح فضيلة المفتي أن الطيار الأردني سقط رهينة لدى هذه الجماعة المتطرفة أثناء تأدية واجبه في الدفاع عن الوطن ضد هذا الخطر المحدق بالجميع وهو بمنزلة رهينة مختطف, بل حتى وإن كان أسيرا لديهم فإن الإسلام قد أكد ضرورة الإحسان إلى الأسرى وجعلها من الأخلاق الإسلامية والآداب القرآنية, قال تعالى "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا", ويكون هذا الإحسان في الطعام والشراب والكساء والعلاج والكلام الحسن، ولكن الجماعات الإرهابية "تغرس في نفوس أتباعها أن ما يقدمون عليه من قتل وتفجير وإحراق هو من الجهاد في سبيل الله.. يجاهدون ضد من؟ ضد المسلمين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله! وضد الأوطان واستقرارها, ويشيعون القتل والإرهاب وإراقة الدماء!".
وأكد فضيلة المفتي أن هؤلاء هم أشد خطرًا على الدين من أعدائه، وهؤلاء هم المفسدون في الأرض، وجزاؤهم اللعنة من الله تعالى، فهذا أمر لا يقره شرع ولا دين، وإن من يدعون للجهاد يمثلون تحريضًا صريحًا على القتل والإفساد في الأرض ونشر للفتن، يقول تعالى: "ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا"، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن ذلك فقال: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله".
فيديو قد يعجبك: