الأزهر يتصدر المواجهة الإعلامية ضد الفكر التكفيري المتطرف
في ظل غياب الأصوات الإسلامية المعتدلة في وسائل الإعلام وتهميش دورها، أخذت مؤسسة الأزهر المبادرة للتصدي للجماعات التكفيرية المتطرفة التي تنشر أفكارًا مشوهة ومضللة عن الإسلام.
أكد مصدر مطلع بمؤسسة الأزهر الشريف لـ"العرب أون لاين" أنه سيتم إطلاق فضائية دينية جديدة تابعة للأزهر، وهناك نية لإعادة النظر في المناهج الأزهرية التي يتم تدريسها للطلاب خلال المرحلة المقبلة، بعد انتشار الفكر التكفيري من خلال الجماعات التي ترفع راية الإسلام وتشوه صورته.
وأكد المصدر أن الأزهر في إطار حربه على الإرهاب والتطرف، بدأ رحلة علمية لتدريب دعاة المساجد على مواجهة الخطاب الإعلامي والدعائي للجماعات التكفيرية مثل داعش وغيرها، والخوض في المسائل المعاصرة التي تجتاح العالم العربي وأخذت ضجة كبيرة في وسائل الإعلام، مراقبون أشادوا بدور الأزهر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، مؤكدين أن المواجهة الفكرية خاصة في وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة هي السبيل الوحيد للتصدي للجماعات التكفيرية والجهادية.
وشددوا على أن الأزهر الوحيد القادر بمؤسساته الدعوية وجامعته على القيام بهذه المواجهة في ظل امتلاكه بعثات في معظم أنحاء العالم، فضلاً عن وجود طلاب من مختلف الجنسيات يتلقون صحيح الدين على يد كبار العلماء بالأزهر، محمود عاشور - وكيل الأزهر السابق - أكد لـ"العرب" أن الأزهر نجح في مواجهة الإرهاب في مصر، وانحسرت الكثير من مظاهر العنف بالبلاد بفضل جهود المؤسسة الدينية، ودورها في فضح أصحاب الأفكار الضالة البعيدة عن سماحة الإسلام ووسطيته، قائلاً: إن نجاح الأزهر في مصر يمكن أن يتم تصديره للخارج من خلال تجنيد خريجيه من كل الجنسيات للقيام بدورهم في مواجهة الإرهاب في بلدانهم.
وأضاف عاشور: أن مؤسسة الأزهر بصدد إطلاق قناة فضائية دينية تنقل للعالم كله منهج الوسطية، وتفضح حقيقة مدعي الإسلام والمنتسبين إليه زورًا من دعاة العنف ومروجي الفتن، مشيدًا بالقوافل التي تنظمها دار الإفتاء المصرية، وأنها تعتبر أحد أجنحة الأزهر، وتقوم بدور كبير في توضيح حقيقة الإسلام وسماحته وفضح الفتاوى الشاذة التي تستغلها الجماعات التكفيرية في تجنيد شباب في صفوفها.
من جهته أكد محمد الشحات الجندي - عضو مجمع البحوث الإسلامية - لـ"العرب" أن دور الأزهر في مواجهة الإرهاب محوري في ظل انتشار الأفكار المتطرفة والفتاوى الشاذة، مرجعًا انتشار الأفكار التكفيرية في المنطقة العربية إلى شيوع بعض أوجه الفساد في الأنظمة الحاكمة وانخفاض المستوى الاقتصادي، فضلاً عن أساليب التعليم التي تصنع شخصيات غير قادرة على مواجهة التحديات ومناهج تجاوزتها الأحداث المعاصرة.
وأشار الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى أن انتشار التطرف في بعض دول المنطقة من ضمنها مصر، وظهور الجماعات التي ترفع راية الإسلام، في حين أنها لا تعرف سوى القتل والعنف وتدمير المجتمعات، ووضع عراقيل وتحديات كبيرة أمام الأزهر من أجل استعادة الشخصية الإسلامية الوسطية التي تقبل الآخر، ولا تعرف الكراهية أو العنف، وطالب عضو البحوث الإسلامية بتفعيل ما جاء في دستور 2014، الذي نص على أن الأزهر هو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشئون الإسلامية، مشيرًا إلى أن تفعيل هذا النص يغلق الباب أمام محاولات بعض الجماعات الإسلامية استغلال المساجد والدعوة إلى تحقيق مكاسب سياسية كما كان يحدث من قبل.
ووصف الجندي دعوة وزير الخارجية الأمريكي للأزهر للقيام بدور في مواجهة المتشددين أنها "كلمة حق يراد بها باطل"، موضحًا أن أمريكا لا تريد السلام للمنطقة العربية، فبعد أن صنعوا المتطرفين وساعدوهم على تشويه الإسلام يطلبون المساعدة من الأزهر في مواجهتهم بعد أن فلت زمام الجماعات الإرهابية من أيديهم.
فيديو قد يعجبك: