"القادسية".. حيث انتصر المسلمون على الفرس وأفيالهم
كتب – هاني ضوه :
تعد معركة القادسية من المعارك المهمة في التاريخ الإسلامي فهي المعركة التي كانت بمثابة الفتح الإسلامي لفارس وكانت آخر المعارك لفتح العرق.
وقعت معركة القادسية في مثل هذا اليوم 13 شعبان 15 هـ - الموافق 16 نوفمبر 636م في مدينة القادسية، وكان جيش المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص بتكليف من الخليفة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بينما كان جيش الروم بقيادة رستم فرخزاد الذي حاول التنصل من هذه المهمة، إلا أنه اضطر للقيام بها تحت إلحاح ملكهم "يزدجرد " ، وكانت معنويات الفرس منحطة تمامـًا ، نظرًا للانتصارات الكبيرة التي حققها المسلمون في معاركهم السابقة.
وكان أبر قادة المسلمين في هذه المعركة سعد بن أبي وقاص، القعقاع بن عمرو التميمي، هاشم بن عتبة القرشي، زهرة بن الحوية التميمي، عاصم بن عمرو التميمي، وطليحة بن خويلد الأسدي.
وقد ذكر العديد من كتب التاريخ الإسلامي عن هذه المعركة المهمة ومن بينها: "تاريخ الطبري" للإمام الطبري، وكتاب "البداية والنهاية" للإمام ابن كثير، وكتاب "فتوح البلدان" للإمام البَلَاذُري.
بدأ اليوم الأول لمعركة القادسية باختطاف عدد من جنود الفرس، وتلاحم الجيشان، واستعان الفرس بالأفيال فاستخدموا 16 فيلًا أغروا بها على قبيلة "بحيلة" الموالية للمسلمين، وهربت خيل المسلمين، وكادوا أن يهلكوا فأرسل سعد إلى قبيلة بنى أسد أنْ ساعدوا بجيلة، فخرج طليحة وقوم من بنى أسد في كتائبهم إلى الفيلة فردوها، ونادى سعد عاصم بن عمرو وقال له: اكفِنى شرَّ الفيلة، فأمر عاصم رجالَه أن يستدبروا الفيلةَ ويقطعوا السيور التى تَحمل التوابيت ثمَّ ليرموا من فوقها، ففعلوا وحسرت الفيلة، وقتل مَن عليها من الجند، ثمَّ تحاجز الناس فى الليل، واستُشهِد في هذا اليوم من المسلمين 500 شهيد، وقتل من المجوس 2000.
وفي اليوم الثاني للمعركة وصل القعقاع بن عمرو التميمي ومعه الجنود، وكان قد أمرهم أن يدخلوا عشرة عشرة، وتبارز القعقاع مع الفيرزان أحد قادة الفرس فقتله، ثم بارز الحارث بن ظبيان قائدا آخر فقتله، وكلما وصل عشرة من جنود المسلمين كبر القعقاع فيرهب الفرس، وقاموا بإلباس إبلهم ملابس غريبة فخافت منه الفيلة وهربت ووقع الجنود الذين عليها على الأرض، وكاد في ذلك اليوم يقتل رستم قائد جيوش الفرس.
ويأتي اليوم الثالث للمعركة وكانت دائرة المعارك قد حميت، فقام القعقاع ومن معه من القبائل الموالية للمسلمين بالهجوم على جيش الفرس وما معهم من فيلة، وذهب إلى أكبر فيلين ففقأ عيونهما و قطع مقدمتي خرطوميهما، فهاج الفيلان وداسا من حولهما من الفرس، ومات في ذلك اليوم حوالي 10 آلا من المجوس.
وفي صباح اليوم التالي هجم القعقاع رضي الله عنه بجنوده لتدور معركة كبيرة أدت إلى هزيمة اثنين من أعظم قادة الفرس وهما "الفيرزان" و"الهرمزان"، وانقض أحد الفرسان المسلمين يدعى هلال بن عُلفة على سرير رستم قائد الفرس فضربه ضربة بالسيف في وجهه فقتله، وصاح "قتلت رستم ورب الكعبة"، وتداعى جيش الفرس وسقط ليتحقق النصر للمسلمين بعد أن استشهد من جيش المسلمين ما يقرب من 8500 شهيدًا، وقُتِل من جنود الفرس ما يزيد على 50 ألفًا، وغنم المسلمون غنائم هائلة.
فيديو قد يعجبك: