لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى مولده.. كيف ناظر الخليفة العباسي المأمون مرتدًا وأحد الخوارج؟

09:30 م الثلاثاء 12 نوفمبر 2019

المناظرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

"كان أمّارا بالعدل، محمود السيرة، ميمون النقيبة، فقيه النفس، يعد من كبار العلماء" هكذا وصف الخليفة المأمون في سير أعلام النبلاء، ففي مثل هذا اليوم الخامس عشر من ربيع الأول ولد المأمون لأبيه الخليفة العباسي هارون الرشيد، وكان ذلك سنة 170 هـ، وأمه هي مراجل، وهي باذغشية، ويقال أنها تنتمي لأسرة فارسية عريقة.

تربى المأمون في حجر الخلافة، وتهيأ له من وسائل التربية والتثقيف ما لم يناله أخيه الأمين، وكان ظاهرًا عليه ملامح النجابة والذكاء والتعالي بنفسه عن سفاسف الأمور، لكن على الرغم من ذلك، لم تتح خلاله التي تؤهله للخلافة ولا ثقة الرشيد به ومحبته له، البيعة بولاية العهد، حيث كانت لأم الأمين مكانة عالية لدى الرشيد لم تكن لأم المأمون، لكنه حين حج عام 186هـ ومعه كبار رجال الدولة استكتب على الأمين والمأمون عهدًا بما لهما وما عليهما وأشهد عليهما جماعة من ذوي المكانة والنفوذ وعلق العهدين في الكعبة ليكونا في مكان الاحترام الديني.

وقبل وفاة الرشيد كان قد قسم ملكه بين أولاده الثلاثة الأمين والمأمون والقاسم، "قال بعض العامة: قد أحكم أمر الملك، وقال بعضهم: بل ألقى بأسهم بينهم، وعاقبة ما صنع في ذلك مخوفة على الرعية" لكن على الرغم من ذلك قامت الحرب المشهورة بين الأمين والمأمون حتى استأثر المأمون في النهاية بالخلافة بعد أن قتل الأمين عام 198 هـ.

تميز عهد المأمون بالنهضة العلمية ففي عهده نشطت حركة الترجمة وأسس المأمون "بيت الحكمة" في بغداد وهي جامعة كانت من أكبر جامعات عصرها، وفي عهده اخترع الاسطرلاب وازدهرت علوم الطب والرياضة والفلسفة والفلك.

المأمون عالمًا.. كيف ناظر الخليفة أحد الخوارج المرتدين

كان المأمون عالمًا فقيهًا حكيمًا، وقد أوردت كتب التاريخ نقاشاته مع الخوارج والمرتدين، فأورد الذهبي في سير أعلام النبلاء لقاءً جمع بين المأمون وأحد الخوارج حيث أدخل خارجي على المأمون، فقال له المأمون: ما حملك على الخلاف ؟ قال : قوله : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال : ألك علم بأنها منزلة ؟ قال : نعم . قال : وما دليلك ؟

قال : إجماع الأمة . قال : فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل ، فارض بإجماعهم في التأويل . قال : صدقت . السلام عليك يا أمير المؤمنين .

ومن ضمن تلك المناظرات أيضًا نقاشه مع أحد المرتدين عن الإسلام التي أوردها ابن عبد ربه في عقده الفريد، وايضًا ذكرت في كتاب "تاريخ بغداد":

ارتد رجل من أهل خراسان، فأمر المأمون بحمله إلى مدينة السلام، فلما أدخل عليه أقبل بوجهه إليه ثم قال له: لأن استحييك بحق واجب أحب إلي من أن أقتلك بحق، ولأن أدفع عنك بالتهمة، وقد كنت مسلمًا بعد أن كنت نصرانيًا، وكنت في الإسلام أفيح مكانًا، وأطول أياما، فاستوحشت مما كنت به آنسًا، ثم لم تلبس أن رجعت عنا نافرًا، فخبرنا عن الشيء الذي أوحشك من الشيء الذي صار آنس لك من إلفك القديم وأنسك الأول، فإن وجدت عندنا دواء دائك تعالجت به، إذ كان المريض يحتاج إلى مشاورة الأطباء، فإن أخطأك الشفاء، ونبا عن دائك الدواء، كنت قد أعذرت، ولم ترجع على نفسك بلائمة، فإن قتلناك بحكم الشريعة أو ترجع أنت في نفسك إلى الاستبصار والثقة وتعلم أنك لم تقصر في اجتهاد ولم تدع الأخذ بالحزم.

فقال المرتد: أوْحشني ما رأيتُ من كثرة الاختلاف في دِينكم.

قال المأمون: فإن لنا اختلافين، أحدهما كالاختلاف في الآذان وتكبير الجنائز، والاختلاف في التشهد وصلاة الأعياد وتكبيرة التشريق ووجوه القراءات، واختلاف وجوه الفتيا وما أشبه ذلك، وليس هذا باختلاف إنما هو تخير وتوسعة وتخفيف من المحنة. فمن أذن مثنى وأقام فرادى لم يؤثم، من أذن مثنى وأقام مثنى، لا يتعايرون ولا يتعايبون، أنت ترى ذلك عيانًا وتشهد عليه بيانًا.

والاختلاف الآخر: كنحو الاختلاف في تأويل الآية من كتابنا، وتأويل الحديث عن نبينا، مع اجماعنا على أصل التنزيل، واتفاقنا على عين الخبر. فإن كان الذي أوحشك هذا حتى أنكرت كتابنا، فقد ينبغي أن يكون اللفظ بجميع ما في التوراة والإنجيل متفقًا على تأويله كالاتفاق على تنزيله، ولا يكون بين الملتين من اليهود والنصارى اختلاف في شيء من التأويلات، وينبغي لك ألا ترجع إلا إلى لغة لا اختلاف في تأويل ألفاظها، ولو شاء الله أن ينزل كتبه ويجعل كلام أنبياءه ورسله لا تحتاج إلى تفسر لفعل، ولكنا لم نر شيئًا من الدين والدنيا دفع إلينا على الكفاية، ولو كان الأمر كذلك لسقطت البلوى والمحنة، وذهبت المسابقة والمنافسة، وبم يكن تفاضل، وليس على هذا بنى الله جل وعز الدنيا.

فقال المُرتد: أشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له وأن المَسيح عبدُ الله ورسوله وأنَّ محمداً صادق وأنك أمير المؤمنين حقّا ".

من أشهر أقوال الخليفة المأمون

الناس ثلاثة : رجل منهم مثل الغذاء لا بد منه ، ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض ، ومنهم كالداء مكروه على كل حال .

لا نزهة ألذ من النظر في عقول الرجال .

غلبة الحجة أحب إلي من غلبة القدرة .

الملك يغتفر كل شيء إلا القدح في الملك ، وإفشاء السر ، والتعرض للحرم .

أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يدبر ، وإذا أدبر أن يقبل .

أي المجالس أحسن ؟ قال : ما نظر فيه إلى الناس ، فلا منظر أحسن من الناس .

موضوعات متعلقة..

- في ذكرى ميلاد الآلوسي.. مؤلف "روح المعاني" ومفسر القرآن الكريم

- في ذكرى عاشوراء.. تعرف على بعض طقوس وعادات الشعوب في الاحتفال

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان