حدث فى 23 شوال سنة 633هـ سقوط مدينة قرطبة
قرطبة مدينة أندلسية تقع في غرب أسبانيا، فتحت هذه المدينة في عام 93هـ، على يد جيش طارق بن زياد رحمه الله ، وأصبحت هذه المدينة حاضرة الأندلس الإسلامية ، وبعد أن أعلنها عبد الرحمن الداخل عاصمة له بدأ نجمها بالصعود، وأصبحت مهدًا للعلم والثقافة، وموئلاً للفقهاء والعلماء والأدباء والشعراء.
وفي عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر وابنه الحكم المستنصر من بعده أصبحت قرطبة في أوج تألقها الحضاري والثقافي، وظلت تنعم بهذا التفوق على سائر مدن أسبانيا زمنًا حتى سقطت الخلافة الأموية بها 404هـ، حين ثار جند البربر على الخلافة ودمروا قصور الخلفاء فيها وهدموا آثار المدينة وسلبوا محاسنها.
ومنذ ذلك الحين انطفأت شعلة تفوقها وانتقلت مكانتها السامية إلى أشبيلية، ورغم هذه الظروف التي مرت بها إلا أنها استطاعت أن تحتفظ ببعض من تفوقها ، حتى سقطت بيد فرناندوا الثالث في يوم 23 شوال سنة 633هـ، وحزن المسلمون لسقوطها حزنًا عظيمًا، وتحول مسجدها الجامع الكبير إلى كنيسة، وهجرها عدد كبير من المسلمين، وطويت صفحة حضارية عظيمة للمسلمين امتدت أكثر من خمسة قرون في هذه المدينة.
فقد كانت جامعة قرطبة التي أنشأها عبد الرحمن الثالث بجوار الجامع الكبير من أشهر الجامعات العالمية في ذلك الوقت.
وفي زمن الحكم المستنصر الذي كان أكثر خلفاء بني أمية حبًّا للكتب، وكان يبعث رجالا بأموال طائلة لاستجلاب نفائس الكتب إلى الأندلس، وأنشأ مكتبة قرطبة التي وصلت محتوياتها إلى أربعمائة ألف مجلد.
وقد أخرجت لنا قرطبة الكثير من العلماء في جميع المجالات، أمثال: ابن حزم الظاهري، وابن رشد، والزهراوي، والإدريسي، والعباس بن فرناس، وغيرهم.
ويعد المسجد الجامع أهم تحفة معمارية أنشئت في عهد عبد الرحمن الداخل ، ولا يزال مسجد قرطبة الجامع باقيًا حتى اليوم بكل أروقته الإسلامية ومحاريبه، وقد تحول إلى كاتدرائية بعد الاستيلاء على قرطبة، بعد إزالة كثير من قباب المسجد وزخارفه الإسلامي.
المصدر: موقع اسلام ويب
فيديو قد يعجبك: