بصماتك ماركة مسجلة!
كتبت – سارة عبد الخالق -
إذا كنت مقبلا على عمل جديد قد تطلب منك الشركة التي ستعمل بها ما يسمى بـ (الفيش والتشبيه)، و هذا يتطلب منك عمل كشف على بصمات أصابعك العشرة، ومن ثم تقديمها لجهة العمل .
كذلك عندما تقع جريمة – حفظنا الله - في أي مكان من ضمن التحركات الأولية التي تبدأ بها الجهة المختصة بالبحث عن القائم بالجريمة ما يسمى بـ : (رفع البصمات)، أي البحث عن أي بصمات في مكان الحادث كخطوة مبدئية تساعد في التوصل إلى الجاني ..
تتعامل يوميا مع أولادك وزوجتك أو مع والديك وأصدقائك وجيرانك أو حتى أشخاص غريبة عنك !
تذهب كل يوم إلى عملك أو تسير في الطريق لانجاز أمر معين أو قد تسافر هنا وهناك، وترى العديد والعديد من الأشخاص يوميا !
قد تشاهد بشكل يومي في أي وسيلة من وسائل الإعلام المختلفة أشخاص كثيرة هنا وهناك، ناس مختلفة عنك في الثقافة والفكر وتبعدك عنهم آلاف الأميال والكيلو مترات!
هل تعلم أن هناك علم يسمى (علم المقاييس الحيوية) .. هو علم الأدلة الجنائية في الأجسام البشرية لأنه يضم وسائل التعرف علي الهوية للأشخاص تلقائيا علي أساس الصفات الفسيولوجية والتشريحية الخاصة لكل شخص. وأكثر هذه الأدلة شيوعا بصمات الأصابع ويمكن لأجهزة الكمبيوتر مضاهاتها في ثوان.
كما يمكن أيضا التعرف علي هويتك من خلال ملامح الوجه أو الصوت أو هندسة اليد أو حدقة العين. وكل أجهزة المقاييس الحيوية تستخدم كل المبادئ العامة ، كما ذكر في موسوعة ويكبيديا على الإنترنت.
لكن هل فكرت في يوم من الأيام أو استوقفتك هذه الماركة المسجلة ؟!
أقصد بصمات أصابعك.. نعم إنها بصماتك أنت وحدك.. بصمات تملكها أنت ولا تتشابه فيها مع أحد ..
إذا طلبت من فنان أن يرسم لك أشكال مختلفة من نفس النوع مثلا، زهور، أسماك ، أِشخاص .. اختر أنت النوع الذي تريد أن يرسمه لك الفنان.. من المؤكد عند الانتهاء من الرسم ستجد تشابه ولو بسيط بين الزهور المرسومة على سبيل المثال، أو حتى لو نجح في أن يرسم عدة أشكال مختلفة من نفس النوع، كم زهرة يستطيع أن يقوم برسمها ؟!
يقول الله تعالى في سورة فصلت (آية 53): {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ}.
دقق النظر في قوله تعالى في كلمة {وَفِي أَنْفُسِهِمْ}.. ستجد أن الله – جلا وعلا- يميزك عن غيرك ببصماتك المختلفة عن أي شخص آخر.. فكل شخص تختلف بصماته عن غيره من آلاف بل ملايين الأشخاص الذين يعيشون على وجه الأرض، والذين سبقوه منذ أن خلق الله – سبحانه وتعالى – سيدنا آدم - عليه السلام – منذ بدء الخليقة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
فهذه البصمة وما تحتويه من أسرار تميزك عن غيرك تعتبر إحدى الآيات العظيمة التي إذا نظرت إلى نفسك وتأملت هذه القدرة العظيمة لاشك أنك ستقف عاجزا أمام قدرة الخالق!
ما أعظمك يا الله!.. وما أعظم قدرتك!!
فيديو قد يعجبك: