إعلان

"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة".. ما المقصود بالآية التي تحدث عنها الرئيس؟

04:40 م الأربعاء 07 أبريل 2021

وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ و

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت – آمال سامي:

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في افتتاح مجمع الوثائق المؤمنة، إن مفهوم آية: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، يراه بشكل مختلف قليلًا، موضحًا: "مفهومها عندي مختلف شوية، مش القوة العسكرية بس لكنها قوة تنموية وفكرية وثقافية ومعنوية".

والآية التي ذكرها الرئيس هي جزء من الآية 60 من سورة الأنفال والتي يقول فيها سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} فما هو المقصود بقوله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل؟ وهل القوة المقصودة في الآيات هي القوة العسكرية فقط؟

يجيب الدكتور خالد الجندي، عضو مجلس الشئون الإسلامية، لمصراوي في حديث خاص على هذا السؤال موضحًا أن القانون الذي خلق الله به الوجود هو قانون الأخذ بالأسباب ولابد فيه مما يسمى بـ "فقه الإعداد"، فالله يقول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، أي أن علينا قبل أن نفكر في القوة أن نفكر في الإعداد، فكما أن التجهز للقوة أمر مقبول ومحمود، الإعداد لهذه القوة أيضًا هو من المفروضات التي غفلها كثيرون، وهو ما أشار إليه الرئيس.

وأضاف الجندي أن الأمة الآن تحتاج إلى فقه الإعداد أو ما يسمى بالجاهزية القتالية، وهي أن يكون الإنسان مستعدًا للقاء قبل أن يحدث وللمواجهة قبل أن تتحقق، وأوضح الجندي أن كلمة "رباط الخيل" تعني الجاهزية القتالية والتمركز القتالي والاستعداد لاستخدام القوة إذا لزم الأمر، فكلمة "واعدوا" افادت هذه المعاني جمعاء.

وذكر الجندي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، موضحًا أن معنى المرابطة هنا أي الاستعداد والتجهز والجاهزية القتالية، وهو ما أشار إليه القرآن بشكل واضح في أكثر من موضع، ومنها قوله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}، فمن يريد المواجهة لابد ان يتجهز بعدتها، "من يريد الدفاع عن الأوطان ويحمي مقدرات هذا الشعب لابد أن يتأهب بعدته"، فيؤكد الجندي أن الانتصارات لا تنشأ فجأة ولا تأتي مباغتة، بل تكون نتاجا لوقت طويل من التجهز والاستعداد والتمركز القتالي والمرابطة والصبر والمثابرة، ولذا يقول القرآن الكريم في سورة التوبة: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}، والظمأ هو العطش والنصب هو التعب والمخمصة هي الجوع، وقال أيضًا في الآية التالية لها: {وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، فهذه هي الجاهزية القتالية التي يوضحها القرآن الكريم، ويقول الجندي إن كانت هذه الجاهزية القتالية مجهدة فأن العائد منها مضمون بإذن الله، وقد أشارت هذه الآية إلى ثلاثة أمور تحدث جراء هذه التدريبات والاعدادات، وهي التعب والجوع والعطش وأكدت حتمية الصبر عليهم.

لكن هل القوة هي فقط القوة العسكرية؟

"كلمة القوة لفظ لا يقتصر على أمر محدد، إنما تشمل كافة مجالات الحياة، فتشمل القوة الروحية والاقتصادية والعلمية والنفسية والمعنوية والبدنية والتدريبية وكل أنواع القوة"، يقول الجندي موضحًا أن (فما استطاعتم من قوة) تدل على أنه يجب أن يتم الاستعداد بكل القوة التي نستطيعها، فلم يخصص القرآن قوة السيف أو قوة السلاح.

وأضاف الجندي أن الشعوب القوية اليوم هي القوية باقتصادها لا سلاحها، فالسلاح يتبع الاقتصاد، وأيضًا هي الشعوب التي تتماسك فيها الجبهة الداخلية، فلا توجد جبهة داخلية ممزقة وتوجد شعوب قوية أبدًا، فالشعوب القوية لا تأتي إلا من تماسك الجبهة الداخلية وتلاحم ابناء الشعب وهو ما لا يحدث، حسبما يرى الجندي، إلا باحترام الأمة لرموزها، وقال الجندي أن الشعوب القوية هي التي تسند الأمر لأهله، وهي التي تلتف حول قيادتها، مؤكدًا: "الشعوب التي لا تثق في قيادتها وتنفصل عنها كتب لها الفناء والدمار فلابد من قيادة تلتزم حولها الشعوب".

اقرأ أيضاً..

- علي جمعة يوضح المقصود بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}

- بالفيديو| خالد الجندي يكشف عن تفسير عجيب لقول الله تعالى {وشهد شاهد من أهلها}

فيديو قد يعجبك: