إعلان

" والله لو قتلتموني لقد ألقى الله بأسكم بينكم".. كلمات "الحسين" الأخيرة وموقف الصحابة منه

07:00 م الأربعاء 18 أغسطس 2021

ضريح سيدنا الحسين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

في العاشر من شهر الله المحرم عام 61 من الهجرة، استشهد سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه، سيد شباب أهل الجنة، والذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: " حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ" وكان عمره حينها 57 عامًا في موقعة كربلاء الشهيرة بالعراق، في فاجعة مازال المسلمون حتى الآن يذكرونها سواء كانوا من السنة أو الشيعة، إذ قتل جيش يزيد بن معاوية الإمام الحسين وقطعوا رأسه ومعه كثير من شباب آل البيت رضي الله عنهم.

حين مات معاوية بن ابي سفيان وعلم اهل الكوفة ان يزيدًا قد ورث الخلافة بعده، كتبوا إلى الحسين رضي الله عنه ليبايعوه خليفة للمسلمين، فكتب مع رسولهم وأرسل لهم ابن عمه مسلم بن عقيل ليتفقد الأمر، وحين وصل ابن عقيل الكوفة، أخذ البيعة للحسين عليه السلام بالنصرة والحماية، وكتب إلى الحسين يساله ان ياتي إليه، ويروي الطبري تفاصيل تلك الاحداث وكيف وصلت الانباء إلى يزيد، ليقرر عزل والي العراق وتولية عبيد الله بن زياد الذي أمر بقتل مسلم بن عقيل فألقي من أعلى قصره، وكان الحسين بالفعل قد بدا في السير من الحجاز إلى العراق ولم تصل له أخبار قتل ابن عقيل بعد.

موقف الصحابة من خروج الحسين من الحجاز

قال ابن عباس للحسين رضي الله عنه حين عزم على الخروج: إن أهل العراق قومُ غَدرٍ فلا تغترَّنَّ بهم أقم في هذا البلد وإلا فسِر إلى اليمن فإن به حصوناً وشعاباً ولأبيك به أنصاراً. فقال سيدنا الحسين: يا ابن عم، والله إني لأعلم أنك ناصح شفيق، ولكني قد أجمعت المسير، فقال له: فإن كنت ولا بد سائراً فلا تسر بأولادك ونسائك فوالله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه.

ولكن ذلك لم يثبط الحسين، فاستمر في سعيه، ليلحق به ابن عمر بعد مسيرة ليلتين او ثلاث من المدينة طالبًا منه العودة، لكنه قال له: هذه كتبهم وبيعتهم. فقال له ابن عمر: إن الله خيّر نبيه بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا وإنك بَضعة من رسول الله والله لا يليها أحد منكم وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم. فأبى أن يرجع، فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال: استودعك الله من قتيل.

أما ابن الزبير فكان موقفه مختلفًا، إذ انه آمن بضرورة الخروج على يزيد بن معاوية، فحين ألتقى الحسين اقترح عليه تغير تكتيكي في خطة الخروج، قائلًا: "أقمت بمكانك فدعوتنا وأهل الحجاز إلى بيعتك أجبناك وكنا إليك سراعا وكنت أحق بذلك من يزيد و أبي يزيد".

موضوع متعلق: في ذكرى كربلاء.. هل شجع ابن الزبير "الحسين" على الخروج طمعاً في الخلافة؟

وصول كربلاء والتخلي عن الحسين

حين وصل الحسين كربلاء علم بتخلي اهل العراق عنه، فأرسل إليه عبيد الله بن زياد بكتيبة من أربعة آلاف مقاتل، فطلب الحسين ان يدعوه ان يرجع من حيث جاء، أو ان يذهب لثغر يقاتل فيه، أو يتركوه يذهب إلى يزيد، وعلى الرغم من ان قائد الكتيبة "عمرو بن سعد"وافق على ما قاله الحسين إلا انه حين ارسل ليخبر ابن زياد قال له أنه يرفض اي شيء حتى يبايع الحسين يزيد بن معاوية، فقال الحسين: والله لا أفعل، وهكذا بدأت المعركة غير المتكافئة، إذ كان الحسين معه فقط اثنان وثلاثون فارسًا وأربعون راجلًا، واجهوا وحدهم جيش ابن زياد الذي بلغ أربعة آلاف.

وبعد حصار الجيش للحسين ومن معه حتى منعوا عنهم الماء ثلاثة ايام، دارت المعركة في صباح اليوم العاشر من المحرم، لتحتدم المعركة، لكن على الرغم من ذلك كانوا يخشون قتل الحسين وجها لوجه، فيروي ابن كثير في البداية والنهاية انهم كانوا يتنافرون عنه "كتنافر المعزي عن السبع"، حتى نادى شمر بن ذي الجوشن: ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل؟ فاقتلوه ثكلتكم أمهاتكم، يقول ابن كثير: " فحملت الرجال من كل جانب على الحسين وضربه زرعة بن شريك التميمي على كتفه اليسرى، وضرب على عاتقه، ثم انصرفوا عنه وهو ينوء ويكبو، ثم جاء إليه سنان بن أبي عمرو بن أنس النخعي فطعنه بالرمح فوقع، ثم نزل فذبحه، وحز رأسه ، ثم دفع رأسه إلى خولى بن يزيد"، وقد اختلف حول من قتل الحسين تحديدا، فقيل شمر بن ذي الجوشن، وقيل عمر بن سعد بن ابي وقاص، لكن يقول ابن كثير أن عمر كان أمير السرية التي قتلت الحسين فقط.

كانت آخر كلمات الحسين حين تكالبوا عليه: " أعلى قتلي تحابون؟ أما والله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله أسخط عليكم بقتله مني، وأيم الله إني أرجو أن يكرمني الله بهوانكم ثم ينتقم الله لي منكم من حيث لا تشعرون، أما والله لو قد قتلتموني لقد ألقى الله بأسكم بينكم، وسفك دماءكم، ثم لا يرضى لكم بذلك حتى يضاعف لكم العذاب الاليم".

فيديو قد يعجبك: