إعلان

من غريب القرآن| "وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ".. معنى "الرجز" واختلاف العلماء حوله

02:01 ص الثلاثاء 06 يوليو 2021

الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

يقول تعالى في الآية 134 من سورة الأعراف: " وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ"، فما المقصود بقوله تعالى:"الرجز"؟

يقول الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، إن المقصود بالرجز هو العذاب، وقيل أنه الطاعون تحديدًا، لكن يؤكد البكري أن الصحيح أن الرجز هو العذاب مطلقًا، فيدخل تحته الطاعون وغيره، وأشار البكري إلى نص آخر يوضح معنى الرجز باعتباره العذاب بشكل عام، حين دعا النبي صلى الله عليه وسلم على قوم فقال: اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك، "فالرجز هو العذاب أو أشد العذاب".

ويقول الطبري في تفسيره للآية، إنه لما وقع عليهم الرجز تعني لما نزل بهم عذاب الله وحل بهم سخطه، مشيرًا إلى أختلاف العلماء حول معنى ذلك الرجز، إذ قال بعضهم أنه كان طاعونًا، وقال آخرون أنه هو العذاب، فيروى عن سعيد بن جبير قوله: وأمر موسى قومه من بني إسرائيل، وذلك بعد ما جاء قوم فرعونَ بالآيات الخمس: الطوفان وما ذكر الله في هذه الآية, فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل، فقال: ليذبح كل رجل منكم كبشًا، ثم ليخضب كفّه في دمه، ثم ليضرب به على بابه! فقالت القبط لبني إسرائيل، لم تعالجُون هذا الدمَ على أبوابكم؟ فقالوا: إن الله يرسل عليكم عذابًا، فنسلم وتهلكون. فقالت القبط: فما يعرفكم الله إلا بهذه العلامات؟ فقالوا: هكذا أمرنا به نبيّنا! فأصبحوا وقد طُعِنَ من قوم فرعون سبعون ألفًا، فأمسوا وهم لا يتدَافنون. فقال فرعون عند ذلك: (ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفتَ عنا الرجز)، وهو الطاعون، (لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل)، فدعا ربه، فكشفه عنهم، فكان أوفاهم كلّهم فرعون, فقال لموسى: اذهب ببني إسرائيل حيث شئت.

ورجح الطبري أن أولى المعنيين بالصواب هو أن يكون الرجز بمعنى العذاب والسخط من الله عليهم، وقال: " وجائز أن يكون ذلك "الرجز" كان الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم, لأن كل ذلك كان عذابًا عليهم، وجائز أن يكون ذلك "الرجز" كان طاعونًا، ولم يخبرنا الله أيّ ذلك كان, ولا صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيِّ ذلك كان خبرٌ، فنسلم له. فالصواب أن نقول فيه كما قال جل ثناؤه: (ولما وقع عليهم الرجز)، ولا نتعداه إلا بالبيان الذي لا تمانع فيه بين أهل التأويل، وهو لمّا حل بهم عذاب الله وسخطه."

فيديو قد يعجبك: