منها العفو والعدل.. علي جمعة يوضح: هذه الأصول الأربعة الكبيرة لحسن الخلق
كـتب- عـلي شـبل:
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن حسن الخلق له أصول، له مفاتيح، له أسس، والغزالي رضي الله تعالى عنه يقول إن أصوله أربعة: الحكمة، والشجاعة، والعفة، والعدل.
وأوضح جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، الأصول الأربعة لحسن الخلق، قائلًا:
الأولى: الحكمة : هيئة للنفس بها تُدرك النفس الخطأ من الصواب في جميع الأحوال الاختيارية، فنستطيع أن نعرّف الحكمة بأنها حالةٌ للنفس تُدرك بها الصواب في جميع الأحوال الاختيارية أو الأفعال الاختيارية، يعني عندي ميزان أوزن به الصح من الخطأ {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.
الثانية: الشجاعة : وفيها جُرأة، ولكنها ليست تهور، جُرأة تدعو الإنسان إلى العمل والإقدام، وقد يكون الإحجام مقبلين ومدبرين، ولكن بشجاعة بقوة.
الثالثة: العدل : «العدل أساس الملك» العدل الذي إذا ما نُزع من أمةٍ وصلت هذه الأمة إلى الفتن؛ فالعدل أساس الملك.
الرابعة: العفة : ومعناها التأدب، معناها منع النفس عن الشهوات القبيحة، معناها يتولد منها الحياء، والحياء خيرٌ كله.
فإذن هذه الأصول الأربعة الكبيرة التي إذا ما سُلبت من الإنسان، أو ما سُلبت من جماعةٍ من الجماعات البشرية، أو ما سُلبت من أمةٍ من الأمم، أو مجتمعٍ من المجتمعات؛ فكأنما حطمنا المبادئ العليا لحُسن الخلق، ربنا سبحانه وتعالى يقول: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، يمدح حسن الخلق، وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها تقول: «كان رسول الله ﷺ خُلُقه القرآن».
وأشار فضيلة المفتي السابق إلى أن هناك طرقًا لمعرفة عيوب النفس تكلم عنها الغزالي في الإحياء:
الطريق الأول: (المعلم) أن الإنسان يجلس بين يدي معلم بصير، قديما نُسميه الشيخ المربي، وهو بصيرٌ بعيوب النفس، ولذلك الأستاذ يربينا، الأب يربينا، الأم تربينا، المرشد المعلم يربينا؛ فأول طريق هو طريق التلقي من الشيخ العارف البصير بعيوب النفس، الناصح الأمين الذي يريد أن ينقل لي تجربته، والذي أصبح الآن في عصرنا هذا قليلًا.
الطريق الثاني: (الصديق) وسُمي صديقًا في اللغة العربية لأنه يَصْدُقك لا يُصدّقك .
فصديقك من صدَقك لا من صدّقك، يعني لماذا هو صديق فعيل يعني؟ لأنه مصدّق، لماذا؟ لأنه يَصْدُقك القول، يقولك الحكاية زي ما هو شايفها؛ ولذلك كان سيدنا عمر يقول: رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي يدعي له، فـ
إن صديق الحق من كان معك ... * ... ومن يضر نفسه لينفعك
فالصديق سُمي بذلك لأنه يصدقك القول لا إن هو يُصدّقك وينافقك .
الطريق الثالث: (التأمل) فيمكن أن ندرك عيوب النفس بالتأمل عندما يكون الإنسان صادق جدا مع نفسه.
والطريق الرابع : (ألسنة الأعداء) يمكن أن تُعرف عيوب النفس عن طريق ألسنة الأعداء.
فليس معني إن العدو بيذمني فأخذ هذا من باب العداوة ولكن أول شيء أتهم نفسي وأنظر هل ما يقوله صحيح ؟ «أترى القذاة في عين أخيك وتدع جذع النخلة في عينك» فيجب أن يتنبه إلى جذع النخلة الذي في عينه؛ فعندما يري الأعداء يذموه بشيء عليه أن يتهم نفسه «ابدأ بنفسك ثم بمن تعول».
والطريق الخامس : (مخالطة الناس) فالمؤمن مرآة أخيه «فلينظر أحدكم من يخالل» « رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي».
فيديو قد يعجبك: