إعلان

في ذكرى قدومها إلى مصر: رحلة رأس "الحسين" رضي الله عنه من كربلاء إلى القاهرة

07:40 م الثلاثاء 30 نوفمبر 2021

ضريح الحسين مصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

تحتفل الطرق الصوفية اليوم بالليلة الختامية لذكرى قدوم رأس الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه بالمشهد الحسيني بمنطقة الأزهر، وكانت رأسه الشريف قد نقل إلى مصر بعد مقتله في كربلاء، وعلى الرغم من أن جسد الحسين رضي الله عنه دفن في كربلاء، إلا أن رأسه الشريف طيف به حتى استقر بعسقلان في فلسطين بالقرب من مواني مصر وبيت المقدس، وقد روى المؤرخون رحلة استقرار الرأس في مصر.

في الثلاثاء الموافق العاشر من جمادي الآخرة عام 548 هـ، وصل رأس الحسين رضي الله عنه إلى مسجده الحالي في القاهرة ودفنت بضريحه، لكن ما هي قصة رحلة الحسين من مكة، إلى كربلاء، ليشهد مقتله، ثم تفصل رأسه عن جسده، ليدفن جسده الشريف في كربلاء ورأسه في مكان آخر؟

كتب أهل الكوفة للحسين بن علي رضي الله عنه بعد وفاة معاوية ليبايعوه خليفة للمسلمين، وأرسل ال حسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليستطلع الأمر، وبالفعل أخذ البيعة للحسين وأرسل يطلب منه الحضور، لكن وصلت الأنباء ليزيد بن معاوية فعزل والي العراق وولى عبيد الله بن زياد، ليأمر بقتل مسلم بن عقيل، في الوقت الذي كان الحسين فيه قد بدأ بالسير من الحجاز للعراق.

على الرغم من تحذير عدد من الصحابة الحسين لئلا يخرج إلى العراق إلا أنه استمر في سعيه، لكنه حين وصل كربلاء علم بتخلي أهل كربلاء عنه، وأرسل إليه عبيد الله بن زياد كتيبة من أربعة آلاف مقاتل تطالبه ببيعة يزيد أو القتال، وبعد رفض الحسين دار قتال غير مكتافيء والذي أدى في النهاية لمقتل الحسين رضي الله عنه، وقد أختلف المؤرخون حول شخصية قاتل الحسين إذ كان الرجال يخشون تقله وجها لوجه، فقيل شمر بن ذي الجوشن، وقيل عمر بن سعد بن أبي وقاص، وقيل سنان بن أبي عمرو بن أنس النخعي، وغالبًا فإن مجموعة من الرجال اشتركوا في قتله، إلا أن أحد السابقين هو من ذبحه وحز رأسه ثم أعطى رأسه إلى خولي ابن يزيد وذلك لينال مكافأته منه، وعلق يزيد رأس الإمام الشريف على أبواب دمشق ليزيد الناس خوفًا، وبعدها ظل الرأس بخزائن السلام بدمشق لينقل ويستقر في عسقلان لمدة خمسة قرون حسبما يقول المؤرخون.

الصالح طلائع بن زريك ينقل رأس الحسين لمصر

حين جاءت الحملات الصليبية إلى الشرق كانوا ينبشون قبور المسلمين المعظمة، فخشى طلائع بن زريك على رأس الإمام الحسين رضي الله عنه، فنصح الخليفة الفائز بالتفاوض مع بلدوين الثالث قائد الحملة الصليبية على عسقلان بدفع مبلغ مالي كبير مقابل الحصول على الرأس الشريف وإعادة دفنه بمصر.

وبالفعل تم الأمر وذهب الأمير الأفضل ابن قائد الجيوش بدر الدين الجمالي إلى عسقلان ووقف على قبر الإمام الحسين حتى استقر عند الرأس الشريف فحمله على صدره من عسقلان في يوم الأحد الثامن من جمادى الآخرة ليصل يوم الثلاثاء العاشر من نفس الشهر الموافق العام 548 هجرية الموافق 31 أغسطس عام1153 ميلاديا، وقد سار به في موكب مهيب تقشعر له الأبدان وتخلج له جنبات الصدور وتنتشي بعزته كل فخور فرحا بنقل الرأس الشريفة إلى مصر المحروسة التي كانت وستظل إلى أبد الآبدين كنانة آل بيت رسول الله في الأرض.

وعلى الرغم من أن الوزير الصالح طلائع بن زريك كان قد أمر ببناء مسجد خاص لدفن رأس الحسين رضي الله عنه، وبنى بالفعل مسجد الصالح طلائع الموجود حتى الآن في ميدان بوابة المتولي في باب زويلة بالدرب الاحمر، إلا أن الخليفة الفائز رفض أن يدفن فيه ورأى أنه يجب أن يوضع في قصر زاهر، فأمر بدفنه في مشهد خاص داخل باب الديلم أحد أبواب القصر الفاطمي، وهو ضريح الإمام الحسين رضي الله عنه المعروف الآن.

فيديو قد يعجبك: