تعرف على أول من طبق حد السرقة في الجاهلية.. وهذا معنى " نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ"
كتبت – آمال سامي:
يقول تعالى في سورة المائدة في الآية 38: "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".
فما معنى نكالًا؟
يجيب عن السؤال السابق الدكتور عبدالرحمن بن معاضة البكري أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، عبر قناة مركز تفسير الرسمية على يوتيوب قائلًا إن"النكال" هو العقوبة الرادعة التي تردع المعتدي وتردع غيره.
وأضاف البكري أن النكال هو ما كان فيه ردع للجاني نفسه، ولمن يرغب أو تسول له نفسه أن يفعل هذا الفعل فيرتدع إذا رأى هذه العقوبة، فإذا سرق الإنسان تقطع يده أو يدها إذا سرقت وتوفرت الشروط.
وأشار البكري إلى أن الله تعالى ذكر أن تلك العقوبة هي جزاء لما فعلوا، وهي أيضًا ردع لهذا السارق أن يفعل هذا الفعل مرة أخرى وردع لغيره؛ لئلا يقع فيما وقع فيه هذا السارق.
وأضاف البكري أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر النكال في عدة مواضع أخرى ومنها قوله: "إنا لدينا أنكالًا وجحيمًا"، والأنكال هي الأغلال التي تغل بها، فالنكل أصله المنع، والنكال يمنع الإنسان أن يعود للفعل أو يفعله غيره.
وأشار ابن كثير في تفسيره إلى أن القطع كان معمولا به في الجاهلية، فقرر في الإسلام وزيدت شروط أخرى، كما كانت القسامة والدية والقراض وغير ذلك من الأشياء التي ورد الشرع بتقريرها على ما كانت عليه، وزيادات هي من تمام المصالح، حسب تعبيره، وروى ابن كثير أن أول من قطع الأيدي في الجاهلية قريش قطعوا رجلا يقال له: "دويك" مولى لبني مليح بن عمرو من خزاعة كان قد سرق كنز الكعبة.
دار الإفتاء توضح شروط حد السرقة
ذكرت لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية في فتوى سابقة لها الشروط يجب توافرها فيمن قام بجريمة السرقة حتى يستحق تطبيق الحد، وهذه الشروط تتمثل في خمسة أمور هي:
1- أن يكون مكلفًا.
2- وأن يقصد فعل السرقة.
3- وألا يكون مضطرًّا إلى الأخذ.
4- وأن تنتفي القرابة بينه وبين المسروق منه.
5- وألا تكون عنده شبهة في استحقاقه ما أخذ.
السارق الذي تخلف فيه شرط من تلك الشروط:
وأكدت لجنة الفتوى أنه في حالة تخلف شرط من تلك الشروط السابقة لا يقام على السارق الحد؛ لأن الحدود تُدرأ بالشبهات؛ ويعاقب من ثبتت عليه جريمة السرقة غير مكتملة الشروط بالتعزير حسب القانون وما يقرره القاضي، ووفقًا لجسامة الجريمة وخطورة الجاني، ودللت على ذلك بأدلة منها ما جاء عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَخْرَجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ فَإِنَّ الإِمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ".
فيديو قد يعجبك: