- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم: د.. محمود الهواري
عضو المكتب الفني لفضيلة وكيل الأزهر
كتبتُ هذا العنوان ثمَّ تأمَّلته، وتساءلت: أتكون الحريَّة مظلومةً، أم أنَّ الحريَّة ظالمة؟!
وسبب ذلك التَّساؤل ما حملته إلينا صفحات العالم الأزرق من أخبار حرق المصحف الشَّريف، ثمَّ تلك الرُّسوم المسيئة الَّتي أعادت نشرها مجلة «شارلي إيبدو» في بلاد تتغنَّى بالحريَّة والمدنيَّة!
وبعيدًا عن تحريم هذا الفعل وتجريمه من النَّاحية الدِّينيَّة والإنسانيَّة والأخلاقيَّة؛ بحيث لا يقبله دين، ولا يُقرُّه عرف، ولا يرضاه قانون.
وبعيدًا عن واجبِنا تجاه القرآن الَّذي قصَّرنا في حقِّه تلاوةً، وفهمًا، وتطبيقًا.
وبعيدًا عن واجبِنا تجاه سيِّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الَّذي لا يعرفه حقَّ المعرفة كثير من المؤمنين به، حتَّى تنكَّر لسنَّته بعض المنتسبين إليه.
وكذلك بعيدًا عن إطلاق الشِّعارات الَّتي لا تتجاوز المحصول اللَّفظيِّ في عنتريَّةٍ فارغةٍ، وطبلٍ أجوف، وفروسيَّة من ورقٍ.
وبعيدًا عن «مقاولة» القوم الَّذين حرَّقوا مصحفنا، وأساؤوا إلى رسولنا صلَّى الله عليه وسلَّم.
بعيدًا عن كلِّ هذا -وإن كان كلُّ هذا يحتاج إلى قرارات جادَّة- فأنا أتأمَّل هنا هذه الحريَّة الَّتي يتشدَّق بها هؤلاء، ويجعلونها بين يدي قراراتهم، وسلوكيَّات حياتهم، فهي حريَّة الرَّأي، ولا بأس أن يكون هذا الرَّأي حرقًا للمصحف وحدَه، دون كتب أيِّ ملَّة أو مذهبٍ!
وهي حريَّة التَّعبير، ولا بأس أن يكون هذا التَّعبير رسمًا مهينًا لملايين المسلمين في شتَّى بقاع الأرض!
وهي حريَّة العلاقات، فهم يتزاوجون ككلِّ خلق الله، ولكنَّها حريَّتهم فلا بأس إذن أن يزوِّجوا الرِّجال للرِّجال، أو النِّساء للنِّساء في صورة عبثيَّة تأباها الفطرة السَّويَّة!
وهي حريَّة التَّصرُّف، فلا بأس أن يعبثوا بمصير شعب، أو مقدَّرات وطن، بدعوى كاذبة، ولا بأس أيضًا أن تراق دماء وتشرَّد أُسَرٌ في سبيل إثبات هذا الكذب!
أتأمَّلُ ذلك كلَّه، وأعودُ من شرودِي متسائلًا: أهذه حريَّة ظالمة، أو هي حريَّة مظلومة؟
وأجزم أنَّها حريَّة ظالمة حين يتمسَّكون بها، ويدعون إليها، فلا تراها إلَّا معهم، ولا تراها معنا حين ننكر هذه الحريَّة المنفلتة الَّتي لا تتعلَّق بقانون السَّماء!
وأجزم أنَّها حريَّة ظالمة حين تبيح لهم الرَّأي كيفما كان: سبًّا وحرقًا، وتلزمني بالسُّكوت، وتمنعني من مجرد الاعتراض أو إبداء وجهة نظر!
وأجزم أنَّها حريَّة ظالمة حين ترضى لهم الشُّذوذ، وتدافع عنه بكلِّ وسيلة، وتمنعني ممَّا أرضاه لنفسي ولأمَّتي من طُهرٍ وعفافٍ!
وأجزم أنَّها حريَّة ظالمة حين نبحث عنها في بلاد المسلمين فلا نجدها لا في فلسطين، ولا في كشمير، ولا في بورما، ولا في غيرها من الأوطان الَّتي عبثت بها الأيدي الآثمة.
هذه هي الحريَّة الظَّالمة.
ولست بصدد تقرير وتأكيد أنَّ الإسلام دين التَّسامح والتَّآلف والمحبَّة، وأنَّ إيمان المسلم لا يكتمل إلَّا بالإيمان بجميع الأنبياء السَّابقين، دون تنقُّص لواحدٍ منهم، فقد أعلن الله عزَّ وجلَّ ذلك في قرآنه، فقال: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}، وأنَّنا كما نرفض أن نتعرَّض لأذى المشاعر والقلوب بسبِّ نبيِّنا وحرق مصحفنا، فإنَّنا لا نقبله كذلك لغيرنا.
والإسلام الَّذي يوجب على أتباعه الإيمان بأنَّ كلَّ معبودٍ سوى الله باطلٌ، هو الإسلام الَّذي ينهاهم عن سبِّ هذه المعبودات، ويؤكِّد في كثير من آيات القرآن وأحاديث النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ضرورة احترام ما يجمع بين بني آدم من رابطة إنسانيَّة بعيدًا عن اختلاف المعتقد.
ودليل هذا ما يقدِّمه الأزهر كلَّ حين –وهو المؤسَّسة الرَّسميَّة الناطقة باسم الإسلام- من تبرؤٍ من التَّطرُّف والإرهاب، ومن العنصريَّة والعصبيَّة، في كلِّ ربوع الأرض، وما يدعو إليه الإنسانيَّة كلَّها من إقرار التَّسامح والتَّعايش والإخاء.
ولكنِّي أعجب لأمَّتي، وأشعر أنَّ الأمَّة تسير – أو يُراد لها أن تسير- في خطٍّ متعرِّجٍ غير مستقيم، فهي تُظلَم، ولا يُقبلُ منها أن تئنَّ! وتُهان ولا يُقبلُ منها أن ترفع صوتها بالشَّكوى! وتُسلب خيراتها، ولا يُقبلُ منها إلَّا أن تشكر! وتعبثُ الأيدي الآثمة بقيمها الدِّينيَّة، ومشاهدها الحضاريَّة وأفكار أبنائها، ولا يقبلُ منها ألَّا أن ترضى بذلك!
وكأنَّ المسلمين وحدَهم هم الَّذين يجب عليهم أن يقدِّموا الأخوَّة والتَّعايش والتَّسامح وقبول الآخر!
وكأنَّ المسلمين وحدَهم هم الَّذين يجب أن يقبلوا إهانتهم في كتابهم ونبيِّهم!
أقول هذا وأنا أثق تمامًا أنَّ العقلاء لا تجرُّهم ولن تجرَّهم تلك التَّفاهات إلى أن يتجاوزوا منهج السَّماء؛ فديننا ينهانا أن نبادل سبًّا بسبٍّ، أو حرقًا بحرقٍ، أو نشر رسومٍ مسيئة بمثلها.
ولكن ينبغي أن نذكر أنَّ الدِّين الَّذي أمرنا أن نعفو عمَّن ظلمنا، وأن نصفح عمَّن أساء إلينا، هو الدِّين نفسه الَّذي أمرنا بألَّا نُخدع بشعارات برَّاقة لا يعلو صوت المنادين بها إلَّا حيث تكون مصلحتهم! وأن يكون لنا موقفٌ جادٌّ نبرأ به إلى الله من تهمة التَّقصير!
فهل نفهم؟!
إعلان