في ذكرى وفاته.. ما لا تعرفه عن الدارقطني: أول من صنف القراءات
كتبت – آمال سامي:
"كان من بحور العلم ، ومن أئمة الدنيا ، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله ، مع التقدم في القراءات وطرقها ، وقوة المشاركة في الفقه ، والاختلاف ، والمغازي ، وأيام الناس" هكذا يصف الذهبي في سير أعلام النبلاء الإمام العلامة الدارقطني، أحد علماء العراق في القرن الرابع الهجري، وهو مقرئ ومحدث عالم بعلل الحديث ورجاله ولغوي وصاحب مؤلفات عديدة في علوم القرآن بل هو أول من صنف القراءات حسب ما قال الذهبي وتحل اليوم ذكرى وفاته..
هو الإمام الحافظ المجود، شيخ الإسلام أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله البغدادي المقرئ المحدث، ولد في دار القطن ببغداد وإليها نسبته، ولد سنة 306 هجريًا وهو من أخبر عن نفسه ذلك، تلقى العلم في صباه على يد أبي القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد وأبي بكر بن أبي داود وكثير من الأعلام في زمانه، ومن أبرز تلاميذه محمد بن الحسن الشيباني وأبو معاوية الضرير وغيرهما، وكان إمام القراء والنحويين كما يروي أبو عبد الله الحاكم في كتابه مزكى الأخبار، فيقول انه لم يكن يبلغ ثلاثين عامًا إلا أنه كان يحضر المجالس وكان أحد الحفاظ.
قال عنه أبو بكر الخطيب: كان الدارقطني فريد عصره ، وقريع دهره ، ونسيج وحده ، وإمام وقته ، انتهى إليه علو الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال ، مع الصدق والثقة ، وصحة الاعتقاد ، والاضطلاع من علوم سوى الحديث ، منها القراءات ، فإنه له فيها كتاب مختصر ، جمع الأصول في أبواب عقدها في أول الكتاب، وقال عنه أبو الطيب الطبري انه كان أمير المؤمنين في الحديث.
من أشهر ما كتب الدارقطني كتاب "العلل" ويقول عنه الذهبي أن الدارقطني قد أملاه من حفظه، وهو ما جعل الذهبي يعتبره أحفظ أهل الدنيا، ومن مؤلفاته: كتاب "السنن" و"العلل الواردة في الأحاديث النبوية" و "المجتبى من السن المأثورة" و "المختلف والمؤتلف في أسماء الرجال" و "كتاب الأفراد"، و "سؤالات الحاكم" وهو كتاب في علم الجرح والتعديل.
وتوفي الحافظ الدار قطني في مثل هذا اليوم الخميس الثامن من ذي القعدة سنة 385 هجريًا.
فيديو قد يعجبك: