بـ6 أدلة من السُنة.. الأزهر للفتوى يرصد قوة صلة أمهات المؤمنين بالله تعالى
كـتب- عـلي شـبل:
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية أنَّ حبّ أمهات المُؤمنين وتعظيمهنّ وتوقيرهنّ أمرٌ واجبٌ على كلّ مُسلم ومُسلمة؛ فإكرامهنّ من إكرام سيِّدنا رسول الله ﷺ، وحُبهنّ من حُبّه؛ إذ هنَّ حبيباته ﷺ، وزوجاته في الدنيا والجنة، وهُنَّ اللاتي شرفهنَّ الله سُبحانه وطهرهنَّ في كتابه
واستشهد المركز بقول الله تعالى: {...إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، مشيرا إلى أن حقهنَّ أسمى وأعظم من حقِّ أُمَّهات النَّسب والعَصَب.
وأضاف الأزهر للفتوى أن حبّ المسلمين لهنَّ أدبٌ معهنَّ، واقتداء بهنَّ، وسير على نهجهنَّ، ومدارسة لسيرتهنّ، وتخلُّقٌ بأخلاقهنَّ، وتَرَضٍّ عنهن رضي الله تعالى عنهنَّ جمعاوات.
وضمن حملته "وأزواجه أمهاتهم" رصد الأزهر للفتوى بالأدلة الشرعية قوة صلة أمهات المؤمنين بالله سبحانه، قائلاً، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إن أمَّهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ عايشت عصر نزول القرآن، واستمعن إلى آياته من زوجهنَّ رسول الله ﷺ، وعايشنه، وشهدن سِرَّه وعلانيته، ورأين نقاء سريرته، وطُهر قلبه، وقوة صلته بالله سبحانه.
فكانت لهذه المُعايشة عظيم الأثر في علاقتهن بالله سبحانه وتعالى؛ حيث كنَّ ذاكرات، قانتات، عابدات، مُتصدقات، متدبرات لآياته سبحانه، رضوان الله تعالى عليهن.
والأمثلة من السُّنة على ذلك كثيرة، أوضحت لجنة الفتاوى الالكترونية بمركز الأزهر بعضا منها، وهي:
• ما ورد عن أنس رضي الله عنه قال: دَخَلَ النبيُّ ﷺ فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَقالَ: «ما هذا الحَبْلُ؟» قالوا: هذا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ (أي بنت جحش) فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ، فَقالَ النبيُّ ﷺ: «لا؛ حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ» [أخرجه البخاري].
• وما رواه ابن أبي الدنيا بإسناده عن القاسم بن محمد بن أبي بكر أنه قال: «كنت إذا غدوت بدأت ببيت عائشة أسلِّم عليها، فغدوت يومًا فإذا هي قائمة تُسبِّح (أي تُصلِّي) وتقرأ: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور:27]، وتدعو، وتبكي، وترددها، فانتظرت حتى مللت الانتظار، فذهبت إلى السُّوق لحاجتي، ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي، تُصلّي وتبكي».
• وجاء في وصف جبريل عليه السلام لأمِّ المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما أنها: «صوَّامة قوَّامة» [مستدرك الحاكم]، وهما كلمتان تدلان على المُبالغة، بمعنى أنها كانت كثيرة الصيام كثيرة القيام رضي الله عنها.
• وعَنْ أمّ المُؤمِنينَ جُوَيْرِيَةَ بِنت الحَارِث رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا (أي موضع صلاتها) ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» [أخرجه مسلم].
• وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، ألَا نَغْزُو ونُجَاهِدُ معكُمْ؟
فَقالَ: «لَكنَّ أحْسَنَ الجِهَادِ وأَجْمَلَهُ: الحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ».
فَقالَتْ عَائِشَةُ: فلا أدَعُ الحَجَّ بَعْدَ إذْ سَمِعْتُ هذا مِن رَسولِ اللَّهِ ﷺ. [أخرجه البخاري]
• وعن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ. [متفق عليه]
فيديو قد يعجبك: