جمعة يوضح: "يا ودود" من الأسماء التي تلخص كثيرًا من أسماء الله الحسنى

(مصراوي):

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إنه إذا انحرف الإنسان عن جادة الصواب، فأفسد في الأرض وآذى خلق الله، وارتكب المعصية فإن الله سبحانه وتعالى يفتح له باب التوبة، فهو التواب؛ ولأجل ذلك فهو ودود سبحانه وتعالى.

وعن معنى أحد أسماء الله الحسنى (الودود)، أوضح جمعة: يا ودود؛ يعني: يا من تحب فلا تكره. فإن الحب من الله سبحانه وتعالى أصلًا لعباده في ذاتهم لصنعته؛ لأن هذا الإنسان هو حبيب الله، فالله سبحانه وتعالى خلقه وافتخر به على ملائكته، وأسجد الملائكة له، فالأصل هو أن هذا الإنسان حبيب الله، ومادام الإنسان حبيب الله فحب الله له لا ينقطع، فإذا انحرف الإنسان عن جادة الصواب، فأفسد في الأرض وآذى خلق الله، وارتكب المعصية فإن الله سبحانه وتعالى يفتح له باب التوبة، فهو التواب؛ ولأجل ذلك فهو ودود سبحانه، لا ينتهي هذا الود، ولا ينتهي هذا الحب.

وتابع فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: ولا يمكن للإنسان مهما عصى أن يُنزع من إنسانيته؛ ولذلك نتعجب كثيرًا من أولئك الذين يريدون ألا يتوب الله على عباده، مصيبة هذه، كثير الآن على شبكة المعلومات الدولية يقولون لك: المسلمين عندهم إن من يرتكب ذنب يتوب! ماذا يريدون أن نفعل؟ طبعًا يجب أن نتوب، ويا حبيبي يا رب الذي قبل توبتنا، ويا حبيبي يا رب الذي أدام محبته على الإنسان. فحب وود ربنا سبحانه وتعالى للإنسان لا ينقطع؛ لأنه قد خلقه وهو صنعته.

كنَّا نسمع مشايخنا وهما يدعون في سرهم : يا حبيبي يا رب. يا حبيبي يا رب. {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} فيا حبيبي يا رب هذه كبيرة جدا، يلخصها قولنا: يا ودود، يا ودود. فكلمة يا ودود تشمل أنه يحب حبًّا أصليًّا، يحب حبًّا مستمرًا، يحب حبًّا تترتب عليه قبول التوبة والمغفرة والعفو والمسامحة، يحب حبًّا فيه رحمة {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يحب حبًّا يعلم الإنسان أنه إنسان؛ لذلك يا ودود من الأسماء التي تلخص كثيرًا من أسماء الله الحسنى، فأمر المشايخ بالذكر بها.