#الحكم_العطائية.. جمعة يوضح الفرق بين أهل التكليف وأهل التعريف
(مصراوي):
فسّر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، الحكمة العطائية لابن عطاء الله، التي تقول: (من عبر من بساط إحسانه أصمتته الإساءة، و من عبر من بساط إحسان الله إليه لم يصمت إذا أساء)، وقال فضيلته: أى أن هناك أهل التكليف، وأهل التعريف، أهل التكليف يلتزمون بالتكليف الذي قد كلفنا الله به فهم على خير، إنما أعلى منهم أهل التعريف.
وكتب فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: فأهل التكليف يعظون الناس ثم إذا وقعوا في الذنوب استحيوا من الله فقطعهم الحياءُ عن الموعظة فيقول أحدهم: أنت تأمر الناس وتنسى نفسك، أليس ذلك بعيب، وماذا سوف تقول للناس إذا خرجت لهم، فيحدث له حياء من الله أن يتكلم مع الناس ولا يفعل ما يتكلم به لأنه توّاً قد وقع في الذنب، فهذا عندما كان يتكلم فإنما كان يتكلم مِنْ بِسَاطِ إِحْسَانِهِ، فعندما كان طائعاً لله فيقول للناس كونوا طائعين مثلى، وهو مطمئن القلب ويدعو الناسَ إلى الإحسان، فإذا خرج عن حدِّ الإحسان ووقع في الذنب فإنه حينئذ يُرْتَجُ عليه أى يضطرب، وعندما يرتج عليه ينقطع عن الموعظة، وهذا يدلُّنَا على أن ما كان يقولُه إنما كان بسبب نظره إلى إحسان نفسه.
وتابع فضيلته: ولكنه إذا كان ينظر إلى أن الله يُجْرِى الأمورَ في مقاديرها على البشر وعلى الكون فإنه يعظ الناس لأن الله يريدُ منه الإحسان فإذا كان هو على الإحسان فذلك من فضل الله، فإن أساء وأذنب لا يَقْطَعُهُ ذلك عن الاستمرار في الأمر بالمعروف وفى موعظة الناس لأنه إنما هو مُكَلَّفٌ ونظره يكون إلى إحسان الله له وهذا لا يكدره شىء.
إذن هو ينظر إلى معنى آخر .. إلى معنى أنه تحت سلطان الله وقهره، هو يسئ لكنه لا يقطع الموعظة. فالموعظة شئ قد كَلَّفَهُ اللهُ بالتبليغ بها، وإساءته أمر قد قَدَّرَهُ اللهُ عليه، وهذه غير تلك.
فيديو قد يعجبك: