مذاق الشوكولاتة لذيذ رغم آلم الأسنان المستمر كلذة الذنب والعقوبة
كتب - أحمد الجندي:
روي أن الإمام الشافعي رحمه الله لما جلس بين يدي إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله ورأى عليه مخايل النجابة والذكاء بادية، وأعجبه وفورُ عقله وكمال حفظه قال له ناصحا: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية.
هنالك الكثير من الذنوب الّتي يقعُ فيها الإنسان نتيجة الاستجابة للنفس الأمّارة بالسُّوء، أو وساوس الشيطان، ولكن هذا لا ينفي رحمة اللهِ الواسعة لعبادهِ، ولا يمكننا أن ننسى أنهُ لا يوجد إنسان دون ذنوب، فقد قال رسول الله عليه الصّلاةُ والسّلام : (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ).. رواهُ الترمذي، وابن ماجه.
ويستوجب فعل التوبة والاستغفار، ويُمكنُ أن يستغفِر له غيره، ويدعو له بالرّحمة والهدى، مع طلب صاحب الذنب المغفرة والتوبة إلى الله، وإلا استحقَّ صاحِبُهُ العذاب، فقال اللهُ تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.. [آل عمران : 11].
قال تعالى في سورة الأحزاب: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظيماً}، وفي هذا دلالةٌ واضحةٌ على العلاقة التي تربط بين أفعال الناس والنتائج التي يحصلون عليها؛ فالله تعالى هو الذي خلق العباد وهو الأدرى بما يناسبهم، وأمر بعبادته وبسلوك طريق الإيمان والابتعاد عن طريق الكفر والضلالة وعبادته وحده.
المشكلة في المعاصي والذنوب أنّ العبد يستصغرها بدايةً ثم لا يلبث يعتاد عليها فلا يُلقي لها بالاً، فيبدَأ يرتكب في كل مرةٍ معصيةً أعظم. الذنوب هي الشؤم على العباد في دنياهم وآخرتهم فقد توعّد الله تعالى العاصين والكافرين من عباده بالمعيشة الضنكى والعذاب الأليم والخلود بنار جهنم.
فيديو قد يعجبك: