لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصراوي يزور قبر "خطيب الأنبياء" الذي لجأ إليه سيدنا موسى بعد خروجه من مصر

01:26 م الإثنين 01 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم - هاني ضوَّه :

من العاصمة الأردنية عمَّان كان المنطلق لزيارة أحد أنبياء الله الذي كان يقول عنه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كلما ذكر عنده: "ذاك خطيب الأنبياء"، وهو أحد الأنبياء العرب الأربعة كما جاء في الحديث الشريف، ووالد زوجة نبي الله سيدنا موسى الذي سقى لبنتيه.

انطلقت بالسيارة إلى وادي شعيب في مدينة "السلط" بمحافظة البلقاء والذي يبعد عن العاصمة بحوالي (40 كيلو متر)، على الطريق المؤدي إلى الأغوار الوسطى.. هناك يوجد قبر نبي الله سيدنا شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام تحيطه أشجار الزيتون والليمون في طبيعة خلابة.

دخلت إلى مقام وقبر نبي الله سيدنا شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ومع أول نسيم هواء يهب هناك تستشعر هيبة الأنبياء في روحانية عجيبة قَلَّ ما تجدها في مكان، وشذى عطر فواح تتنسمه بروحك قبل أنفك، حيث شاهد القبر الرخامي المغطى بكسوة خضراء بهية مطرزة.

المقام كان قديمًا عبارة عن مبنى يتألف من غرفة المقام يعلوها قُبّة صغيرة وبداخلها مقام نبي الله سيدنا شعيب عليه وعلى نبيا الصلاة والسلام، وتم عمارة المقام والمسجد المصاحب له من خلال الإعمار الهاشمي للمقامات وأضرحة الصحابة المنتشرة في مختلف مناطق الأردن، وتم افتتاح المشروع تحت رعاية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في عام 2003م.

ويشتمل المكان على مصلى للرجال وآخـر للنساء، ثم المقام في مكان منفصل، وكذلك قاعه متعددة الأغراض، وكافتيريا، ومكتبة، سكن للإمام وآخر للمؤذن، الإيوان، وبلغت مجموع مساحاته (2000م2) وبلغت الكلفة الإجمالية لهذا المشروع مبلغ وقدره (950.000) ألف دينار أردني.

ونبي الله سيدنا شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام هو: سيدنا شعيب بن ميكيل بن يشجر بن مدين أحد أولاد أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام وأمه بنت نبي الله سيدنا لوط عليه السلام كانت بعثته بعد نبي الله سيدنا لوط وقبل رسالة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فهو أبو زوجته الذي لجأ إليه بعد خروجه من مصر.

وقد أرسل الله سيدنا شعيب إلى أهل مدين وهم أصحاب الأيكة (الغوطة التي يكثر فيها الشجر) ورد ذكره عشر مرات في القرآن الكريم في سور الأعراف، وهود، والشعراء، والعنكبوت، قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ}.

وكان قوم سيدنا شعيب على دين سيدنا إبراهيم – الإسلام- الذي هو دين جميع الأنبياء ولكنه لم يطل بهم العهد حت غيّروا دينهم الحق وكفروا بالله وعبدوا غير الله، وانحرفوا عن الصراط المستقيم فغرتهم الحياة الدنيا ومتاعها الفاني، فقد كانوا أصحاب تجارة وسلع وكانوا على الجادة التجارية الكبيرة بين اليمن والشام وبين العراق ومصر على ساحل البحر الأحمر ولكنّ حبّ المال سيطر على قلوبهم وأعماهم عن اتباع الحق، فقد كانوا يعبدون الأيكة وهي شجرة من الأيك حَوْلها غيضة وهي أشجار ملتفة على بعضها، وزيادة على كفرهم وضلالهم فقد كانوا ينقصون المكيال والميزان ويُطففون فيهما، أي يأخذون مع الزيادة ويدفعون مع النقصان ويأكلون المال الحرام. ولم يكتفوا بهذه المعاملة السيئة بل كانوا يقطعون الطريق على المارة، ويتعرضون للقوافل فيتوعدونها ويخيفونها ويعيثون في الأرض فسادًا.

دعا نبي الله شعيب عليه السلام قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة غير الله ونهاهم عن الظلم والفساد وأخذ أموال الناس بالباطل عن طريق النقص في المكيال والميزان، ولكن لم يؤمن بدعوته إلا العدد القليل من قومه مع أنهم كانوا في بحبوحة العيش والرزق، فقد بسط الله عليهم الرزق في عيشهم استدراجًا منه لهم وابتلاءً مع كفرهم بالله سبحانه وتعالى وعدم شكرهم لله على ما أعطاهم ورزقهم من النعم الوفيرة.

واجه قوم شعيب دعوته عليه الصلاة والسلام بعد كل هذه المحاولات والنصائح بالسخرية والاستهزاء وعدم الاستجابة لدعوته والتكبر عن اتباع الحق وقالوا له على سبيل التهكم والاستهزاء: {أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}.. [سورة هود].

ولما رأى نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام عناد قومه وتصميمهم على تكذيبه ورد دعوته، دعا عليهم فأنزل الله العذابَ الشديد عليهم، قال الله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}، أي رجفت بهم أرضهم وزُلزلت بمشيئة الله وقدرته زلزالًا شديدًا أزهقت جُثثهم جاثيةً لا أرواح فيها ولا حركات ولا حواس، وأرسل الله عليهم وصيحة عظيمة أخمدت أصواتهم، وظُلّة سحابٍ أرسل عليهم منها شرر النار الملتهبة في سائر جهاتهم فأهلكوا جميعهم، يقول الله عز وجل: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}، وذلك أنهم أصابهم حرٌّ شديد وأسكن الله هبوب الهواء عنهم سبعة أيام، فكان لا ينفعهم مع ذلك ماء ولا ظل، ونجّى الله سبحانه وتعالى نبيه شعيب والذين آمنوا معه.

وذكر نبي الله سيدنا شعيب كذلك في الكتب السابقة في العهد القديم (التوراة) حيث عرف باسم يِتْرُو "יתרו" في سفر الخروج الإصحاح الثاني، وهو من أَنبياء القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ويعني اسمُه الامتياز.


موضوعات متعلقة:

مصراوي يزور بيت النبي الصابر الأواب

مصراوي يزور قبر النبي الذي حبس الله له الشمس وأخرج بني إسرائيل من التيه

مصراوي يزور غار الطاقية الذي جلس فيه النبي بعد إصابته في أحد

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان