جميع النعم ستحسد عليها إلا شيء واحد
كتب - محمد قادوس:
لقد دعا الإسلام إلى التواضع وحث عليه، واعتبره من الفضائل والأخلاق الحميدة، والقيم السامية الرفيعة، والتي ترجع بالخير على المجتمعات البشرية بشكل عام وعلى الأفراد بشكل خاص.
فالتواضع هو خلق إنساني عظيم، يجعل الإنسان يعامل الآخرين بلطف، ويتطلع لهم بنظرة احترام وتقدير ومساواة، دون تكبر أو تعال، سواء أكان يتفوق عليهم بالمال، أو العلم، أو الجاه وذلك ما نستنتجه في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب"، إذ يدل على أن الحديث الشريف على أنه أصل الإنسانية هو واحد.
ومن أهم مظاهر التواضع:
- البشاشة عند مقابلة الآخرين، واللطف في التعامل معهم.
- احترام كبير السن واللين في معاملة صغار السن.
- زيارة من هم أقلّ منه مرتبة، وقضاء حاجتهم.
- مجالسة الفقراء والمساكين دون التحقير من شأنهم.
- خفض الصوت في الحديث بشكل عام، وعدم رفع الصوت على الآخرين عند الغضب.
- إفشاء السلام على الناس.
هى صفة حميدة أختص بها الصحابى الجليل عمر بن الخطاب:
فقد اتصف سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، بالتواضع قبل توليه خلافة المسلمين وبعدها، وقد شهدت له مواقف عديدة وحوادث كثيرة بإتصافه بهذه الخصلة وتمثله لهذه الصفة.
وإن من تواضع الخطاب - رضي الله عنه -، استماعه للنصح من عامة الناس؛ رجالِهم ونسائِهم، رغم كونه أميرهم وخليفتهم.
ومن تواضعه أيضا - رضي الله عنه -، قيامه بالأعمال وبعض المهن رغم خلافته للمسلمين وإمارته للدولة الإسلامية، فقد روي عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - ، أنه فقال: (رأيت عمر بن الخطاب على عاتقه قربة ماء، فقلت يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا، فقال لما أتاني الوفود سامعين مطعين، دخلت نفسي نخوة، فأردت أن أكسرها).
ومن صور تواضعه في بيت مال المسلمين، وتنفق على الأرامل والأيتام والمساكين، فأخذ عمر يدهنها، وطلب من الأحنف بن قيس - رضي الله عنه -، أن يعاونه، فسأله الأحنف أن يترك هذا العمل لأحد العبيد، فلم يقبل عمر - رضي الله عنه- ، قائلاً: (وأي عبد هو أعبد مني، ومن الأحنف إنه من ولي أمر المسلمين يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيِّده في النصيحة، وأداء الأمانة).
فيديو قد يعجبك: