هل تريد أن تخفف من حسابك يوم القيامة ؟ إذا إفعل هذا !

بقلم – هاني ضوه :

يوم القيامة هو يوم الحساب الذي يجب أن نستعد له، وما من واحد منا إلا ويبحث عن طريقة يخفف بها من حسابه يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلم سليم.

هناك أمر إذا فعله الإنسان فإنه يخفف عنه الحساب يوم القيامة، بل وتجعل الإنسان يعدل من مساره في الحياة من المعصية إلى التوبة والطاعة إن كان من المخلصين.

وهذا الأمر أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك أكد عليه الصحابي الكريم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾.. [الحاقة : 18].

وفي الحديث عن أنس بن مالك عن رسول الله قال: (الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني).. [رواه الإمام أحمد والترمذي].

وليس هناك أعرف بنفس الإنسان من نفسه، يقول الله تعالى: ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ فكل واحد منا بصير بعيوبه، هو يعلم حقيقة نفسه من دون شك، الإنسان لا يستطيع أن يجهل نفسه إطلاقا، وفي الآخرة يقول عنها سبحانه وتعالى: ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً﴾.. [الإسراء : 14].

ونقل ابن القيم عن الحسن أنه قال: (المؤمن قوّام على نفسه يحاسب نفسه لله، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة).

وقال الإمام أحمد رحمه الله: (مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل، أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوته الذين يخبرونه بعيوبه ويَصدقونه عن نفسه، وساعة يتخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب).